شهدت القمة العربية التي افتتحت أشغالها في تونس أمس حضور كافة قادة دول المغرب العربي الخمس (تونسوالجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا) قياسا بدول الخليج العربي التي كان مستوى تمثيلها متوسطا. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والعاهل المغربي الملك محمد السادس من أول القادة الوافدين الى تونس لحضور القمة العربية فيما سجل الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع أول حضور له في قمة عربية منذ عام 1996. وسجل الزعيم الليبي معمر القذافي من جانبه حضورا وان كان خاطفا في افتتاح أشغال القمة قبل أن يغادر القاعة وكانت طرابلس قالت مرارا انها تعتزم الانسحاب من الجامعة واحتاج الأمر الى عدة اتصالات لاقناع القذافي بحضور القمة. وقد أيدت مجموعة دول المغرب العربي قرار تونس بتأجيل عقد القمة عقب اجتماعات وزراء الخارجية العرب في موفى مارس الماضي. وإزاء اقتراح مصر آنذاك باستضافة القمة بدلا عن تونس تمسكت الجزائر والمغرب وموريتانيا بتأييد حق تونس في استضافة القمة في دورتها الحالية. ورأى ملاحظون أن دول المغرب العربي كانت سبّاقة الى وضع مسار اصلاحي لبيرالي سياسي واقتصادي واجتماعي منفتح على الغرب مشيرين الى أن خطة الاصلاحات تمثل أكبر تحديات هذه القمة. وقال الملاحظون ان لتونس قوانين متقدمة تضمن حقوق المرأة منذ الخمسينات وان المغرب والجزائر في طريقهما الى تحقيق تقدم في هذا المجال. وقال الديبلوماسي السابق والخبير في العلاقات مع أوروبا احمد ونيس ان المغرب يمثل تاريخيا وثقافيا مزيجا من الحضارات المندمجة داخل الثقافة العربية. وأكد الطيب البكوش رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان ان هناك اختلافات على مستوى التنمية وديناميكية التحول الاجتماعي بين المغرب والمشرق. وقال الطيب البكوش في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية انه اذا تم تجاوز مشكلة الصحراء الغربية فان للمغرب العربي حظوظا كبيرة في خلق مثال يمكن استخدامه نموذجا لبقية دول العالم العربي. ولم تطرح قمة تونس على جدول أعمالها قضية الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزاريو.