اسكندر السويح موهبة كروية خلاقة تنبأ له ساحر الجيلين حمادي العقربي بالنجاح منذ بدايته مع مداعبة الجلد المدور في صنف الاداني بالنادي الرياضي الصفاقسي. السويح حقق الكثير من ذلك رغم انه تعدى العقد الثالث من عمره ورغم ان العديد من متتبعي كرة القدم في بلادنا يعتقدون انه في نهاية مشواره الكروي فإن الايام اكدت ان هذا اللاعب مازال في جرابه الكثير ومازال يبهر القلوب وقادرا على تحقيق حلم لم يكن يجتمع على الاعتقاد فيه شخصان حيث ان اسكندر السويح حمل شارة القيادة ب «السي.آس.آس» عديد المواسم تمكن من تحقيق ذلك مرة أخرى مع فريقه الحالي واحد رموز الكرة العربية والافريقية الترجي الرياضي التونسي باستحقاق ويساهم بكل جدية وعزيمة فولاذية في صنع انتصاراته بروح اخلاقية عالية وعقلية المحترفين، فبعد مراوغات متتالية لفترة لا تقل عن اسبوعين وبطريقة طريفة ورشيقة تمكنا من محاصرته لكي ننتزع منه هذا الحديث الصريح والتميز بالديبلوماسية وعدم احراج الآخرين. * حضورك المتميز في كل المقابلات التي اجراها الترجي الرياضي التونسي في المنافسات المحلية او العربية او الافريقية جعل عديد الاصوات من جماهير ومسيرين وبعض الحكام الذين التقيناهم يتساءلون عن السبب الذي جعل روجي لومار ونبيل معلول يتشبثان بموقفهما في عدم دعوتك الى المنتخب وهناك من وصل به الاعتقاد انه لك «حساب قديم مع نبيل معلول؟ قبل كل شيء لابدّ ان يعلم الجميع انني تخطيت سن الثلاثين وعادة ما يكون في هذا العمر اللاعب التونسي في طريق الانحدار او التحضير لمغادرة الاخضر والمستطيل ليلتحق بالجماهير او بطاقم الممرنين او تحمل المسؤولية وأقول بكل صراحة انني متشبع بروح وطنية عالية والحمد لله وثقة بالنفس ودافعت عن عقلية الاحتراف وصمدت امام عديد المشاكل التي اعترضتني خاصة عندما شاءت الاقدار او شاء بعض المسيرين ب «السي.آس.آس» ان اجد نفسي خارج صفاقس وبين احضان فريق محترف بكل ما في الكلمة من معنى ولا انسى انني كنت في السابق ضمن النخبة الوطنية وكانت لي ذكريات حلوة لا تنسى لان افضل ما يبقى في ذاكرة اللاعب هو دفاعه على راية الوطن الغالي وليس لي حاليا اي مشكلة مع مسؤول بالمنتخب ولا الوم احدا على موقفه بل اتابع بكل اهتمام ما يجري داخل المنتخب واحيي كل الرجال المخلصين كل من موقعه الذين صنعوا حدثا لا ينساه التاريخ في بلادنا الا وهو نيل الكأس الافريقية وقد خرجت كثيرا وتمنيت لو كنت ضمن المجموعة لان الفرحة الحقيقية ونخوة الانتصار التي لا تقدر بثمن ولا يشعر بها حقا الا من يساهم في صنع ويدخل البهجة في قلوب الجماهير التونسية.. هذه الايام. *هل صحيح ما يشاع في صفاقس ويتردد بشدة في انك تنوي العودة الى مهدك الأصلي وان بعض الاطراف تمهد لذلك؟ بصراحة لا ارى داعيا لذلك حاليا ولست قلقا في فريق محترف يشرف على حظوظه اناس تشبعوا بالحرفية والوطنية والاخلاق العالية واشعر مع رئىس النادي السيد شيبوب بأنني بين احضان الاب الحنون والأخ الحقيقي الذي يعطيني التوازن والشعور بالطمأنينة والثقة الكبرى في النفس وهذا كسب كبير بالنسبة للاعب في عصرنا هذا... لكن لا أنفي انني سأظل احب السي.اس.اس وجمهورها الذي اعطاني الكثير وصنع مني اسما يحترم ويعشقه جل الجماهير التونسية وهذا كسب محسوب على فريق يعتبر مدرسة للأخلاق والرياضة النظيفة ومنجما للمواهب وليعلم الجميع انني اتابع باهتمام مسيرة السي.اس.اس وباتصال دائم بجل اللاعبين والمسيرين وعديد الجماهير التي تربطني بهم علاقة «عشرة» وود لا ينتهي واتمنى ان يواصل ابناء محجوب مسيرتهم الموفقة في البطولة العربية وكم كنت اتمنى لو بقي الترجي والنجم في هذا المحفل العربي لتبقى حظوظ تونس وافرة لأن الوصول للنهائى وكسب البطولة سواء ماديا او معنويا هو كسب لتونس ككل. * هل علاقتك مع حاتم الطرابلسي متواصلة وبم تنصحه هذه الايام؟ حاتم صديق الدرب ويحترمني كثيرا ولم يتغيّر فهو لاعب مثالي وجدي ومجاهد وباتصال دائم بي وانصحه بالبقاء بأجاكس امستردام لان ذلك مهم له ولا اريد الدخول في التفاصيل مع تمنياتي له بالتوفيق وبمواصلة مسيرته بثبات لأن ما حققه لحد الآن شرف لتونس ككل. * هل لك ان تقيم لنا مستوى الفرق التونسية في مسابقة البطولة والكأس لهذا الموسم ومن جدير بالتتويج؟ بالنسبة للبطولة اصبحت الامور تحسم كل موسم منذ البداية في منافسة جدية بين الفرق الاربعة او الخمسة الكبرى او بالاحرى التي تملك اكثر مالا وبنية اساسية وهذا الموسم يبقى الترجي كالمواسم السابقة اكثر حظوظا لنيل البطولة وذلك بسبب حسن التنظيم والتسيير وعدم تخلي الجماهير عن تشجيعها المادي والمعنوي اما الكأس فهو ضربة حظ وفرصة لكل الفرق المتبقية لتأكيد جدارتها. لكن الذي يحيرني ويقلقني دائما هو ان نرى فرقا تصرف اموالا تعتبر هامة بالنسبة لميزانياتها وتجبر احيانا على بيع او إعارة لاعبيها لكي «تعيش» وتواصل المسيرة وتتجنب النزول... لقد حان الوقت للتفكير في ان توفر لكل الفرق موارد قارة ودعم متواصل من طرف عديد السلط التي تهمها النهوض بالقطاع الرياضي وتحقيق عقلية الاحتراف والجماهير التي تنفذها عادة دورا هاما وحساسا في جمع الاموال بطرق شتى ودون اخراج او الحاق ضرر سواء كانت شركات او اشخاص.. * كثر الحديث هذه الايام عن وصول عروض جدية للانتفاع بخدماتك في عديد الفرق العربية بالخليج وخاصة بالامارات العربية المتحدة فما هي الحقيقة؟ بصراحة تصلني بين الفترة والاخرى اقتراحات او عروض شفاهية من عديد الاصدقاء والمهتمين بعالم السمسرة الكروية لكن لم يصلني لحد الآن اي عرض كتابي من هذه الاوساط ولست راغبا هذه الايام في ذلك لأن «سي سليم شيبوب» والزملاء في الترجي الرياضي التونسي «احرجوني» بحسن معاملتهم واحترامهم لي فيحزّ في نفسي ان اغادرهم الى وجهة اخرى من اجل حفنة مال لأن هناك اشياء أفضل اولها راحة البال وحسن المعاشرة.. * أصبحت اليوم ابا لياسمين ويوسف الذي مازال يحاول المشي لمداعبة الكرة فهل تفكر او تتمنى ان يصبح ابناك لاعبين خاصة ان كرة القدم لم تعد تقتصر على الذكور فقط؟ انا شخصيا لا اتمنى لابنيّ ذلك لأن الميدان الكروي متعب ومضني حقا ولا يملك من يمارسه الا الضغط النفساني وحرق الاعصاب مستقبلا وعمر الرياضي قصير وبالتالي لهما حرية الاختيار.. * تقييمك للتحكيم في بلادنا وهل اصبح فعلا نقطة سوداء في حياة الفرق خاصة هذا الموسم؟ مشاكل التحكيم وتأثيرها على حياة الفرق واعصاب الجماهير واللاعبين لا تنتهي ولا يمكن ان تُحمّل الحكم مسؤولية اكثر من اللازم او نحكم عليهم بقسوة لكن حسن النية تغلب على قراراتهم وهذا لا يجعلنا نتشاءم في المستقبل بل ندعو لتكوين العديد منهم وتوفير مناخ طيب لهم ماديا ومعنويا من طرف من يهمه امرهم او يشرف على قطاعهم لأن التكوين والدعم المادي هام في حياة التحكيم وهذا مشكل في جل الدول العربية والافريقية وحتى بعض الدول الاوروبية.