كشف تقرير بريطاني ان الشركة التي تعاقدت معها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) للتحقيق مع المعتقلين العراقيين في سجن «أبو غريب» لها علاقات كبيرة مع اسرائيل مشيرا الى ان صهاينة شاركوا بدورهم في عمليات التعذيب هذه... وتأتي هذه المعلومات فيما كشفت محطة «أن بي سي» الامريكية صورا جديدة لسجناء عراقيين عراة يخضعون لاستجواب عنيف في معتقل «أبو غريب». وقال الكاتب والصحفي البريطاني روبرت فيسك في تقرير له نشر امس الاول ان «البنتاغون» كان قد تعاقد مع شركة لها علاقات عسكرية وتجارية كبيرة مع الصهاينة للتحقيق مع السجناء العراقيين. صفقة أمريكية صهيونية وكشف روبرت فيسك ان رئيس هذه الشركة تلقى دروسا في التعذيب والتحقيق مع السجناء في السجون الاسرائيلية في بداية العام الجاري وحصل على شهادة تقدير في فنون التعذيب والتحقيق من وزير الدفاع الصهيوني شاؤول موفاز. وأكد فيسك نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة ان تعاقد وزارة الدفاع الامريكية مع تلك الشركة تم بطلب من جماعات الضغط اليهودية في واشنطن بمن فيهم بعض أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي وتجار الاسلحة لهدف تعزيز فرص شراكة استراتيجية ومشاريع مشتركة بين وكالات المخابرات الامريكية والاسرائيلية. وحسب الكاتب البريطاني فان صهاينة شاركوا بدورهم في أعمال التعذيب التي ارتكبت ضد سجناء عراقيين في معتقل «أبو غريب». وتأتي هذه التأكيدات خلافا لما يدعيه البنتاغون من أن الجنود الامريكيين هم الذين تم السماح لهم بالتحقيق مع المعتقلين العراقيين. وتساءل روبرت فيسك في هذا الصدد عن الفظاعات التي يرتكبها الامريكان في العراق تحت شعارات من نوع تحرير العراق وتحقيق الديمقراطية المزعومة مشيرا في الوقت نفسه الى أن تجديد سجن «أبو غريب» وتوسيعه كان من أولويات ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش في العراق. صور جديدة وفيما تتكشف بعض الخيوط من فضيحة التعذيب من يوم لآخر لا تزال تقارير ومحطات تلفزية امريكية تقصف ببعض الخفايا والحقائق من صور العار يوميا وهو ما يؤكد ان تعذيب المعتقلين العراقيين كان أكثر انتشارا مما أعلن عنه، وعرضت شبكة «أن بي سي» التلفزية أمس الاول صورا جديدة لسجناء عراقيين عراة يخضعون لاستجواب عنيف في سجن «أبو غريب»... وقالت الشبكة الامريكية ان الصور التي حصلت عليها يظهر فيها ثلاثة سجناء عراقيين مطروحين جميعا على الارض أثناء استجوابهم مع استخدام أساليب عنيفة جدا في التعامل معهم. وتظهر احدى هذه الصور رجلا يجلس على مقعد ويدير ظهره للكاميرا وهو بالقرب من السجناء على الارض وقالت الشبكة ان هذا الرجل مترجم مدني... وأشارت الشبكة الى صورة أخرى يظهر فيها جندي يرجّح انه من الاستخبارات العسكرية يراقب السجناء بعد إلقاء شيء عليهم... كما يظهر الشيء معلقا قبل وصوله الى الارض في الصورة التي بثتها المحطة التلفزية الامريكية. ويظهر في الصورة الثالثة جندي يضغط بركبته على رقبة احد السجناء بينما يتم في نفس الوقت استجواب أسير آخر، وفي سياق متصل كشف تقرير للجيش الامريكي نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن عمليات تعذيب السجناء العراقيين من قبل جنود أمريكيين ادّى بعضها الى الموت أحيانا كانت واسعة الانتشار بحيث ان عدد الوحدات العسكرية المتورطة فيها أكبر مما تم الكشف عنه حتى الآن. وأشار التقرير الى أن أولى حالات التعذيب تعود الى 15 أفريل من العام الماضي ثم اتسعت حتى الشهر الماضي مع وفاة معتقل عراقي على يدي «كومندوس» من المارينز في ظروف يشتبه في أنها عملية قتل بعد توجيه ضربة قوية على الصدر في وضع يسبب الاختناق. وذكر التقرير أن مثل هذه الممارسات الفظيعة كانت شائعة حتى في أفغانستان وليس في العراق فحسب... من جهة أخرى واجهت القوات البريطانية أمس اتهامات جديدة بإساءة معاملة السجناء العراقيين مع ظهور تفاصيل جديدة حول مقتل عراقي على يدي جنود بريطانيين... وتشير هذه التفاصيل الى مقتل سجين عراقي على أيدي جنود بريطانيين في البصرة في أوت الماضي... وقد أحال الجيش البريطاني القضية الى الادعاء العام.