عرضت مستشارة الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس على السفير الامريكي بألمانيا دانيل كوتس شغل منصب وزير للدفاع في الولاياتالمتحدة في حال اقالة دونالد رامسفيلد، وفق ما ذكرته مصادر صحفية ألمانية أمس. ويأتي ذلك على خلفية «تفجّر» فضيحة تعذيب السجناء العراقيين في معتقل «أبو غريب» والتي كشفت تقارير متطابقة «تورط» مسؤولين امريكيين كبار فيها يأتي على رأسهم دونالد رامسفيلد فيما ذكرت مصادر أمريكية امس ان الجنود الامريكيين كانوا يعذبون الاسرى المجرّد «اللهو» وليس لاستجوابهم. وكانت تقارير امريكية قد حملت في وقت سابق وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد المسؤولية الكاملة في ممارسات تعذيب السجناء العراقيين بمعتقل «أبو غريب»... كما ذكرت مصادر ان رامسفيلد كان قد وقع أمرا يسمح باستخدام أساليب تعذيب «وحشية» ضد المعتقلين في العام الماضي. ويبدو أنه على ضوء هذه الخلفية وبعد الضغوط والاتهامات التي «تورط» رامسفيلد في فظاعات أبو غريب «فإن ادارة بوش باتت تفكر في اقالة رامسفيلد من منصبه الحالي لتفادي الأزمة العميقة التي تواجهها من يوم لآخر بهذا الخصوص. إقالة رامسفيلد؟ وكشفت صحيفة «فوكوس» الألمانية في عددها امس ان مستشارة الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس اقترحت على سفير الولاياتالمتحدةببرلين دانيل كوتس شغل منصب وزير الدفاع في حال اقالة رامسفيلد او استقالته. وذكرت الصحيفة الاسبوعية أن رايس سأل كوتس على هامش زيارتها الاخيرة الى برلين ان كان مهتما بشغل هذا المنصب اذا ما بقي المنصب شاغرا. وحسب المصادر ذاتها فإن السفير الامريكي ببرلين أجاب رايس بأنه مستعد لذلك... لكن لم يُورد تأكيدا رسميا لهذا النبأ الى حد الآن. وفي ردّه عن سؤال بهذا الصدد رفض المتحدث باسم السفارة الامريكيةببرلين التعليق على هذا الامر مشيرا الى أن كوتس سيبقى في ألمانيا حتى موعد الانتخابات الامريكية في نوفمبر القادم. وكان دانيل كوتس من أبرز المرشحين لشغل منصب وزير للدفاع في الولاياتالمتحدة في عام 2000 لكن الرئيس الامريكي جورج بوش فضل في آخر الامر اختيار دونالد رامسفيلد. «أبو غريب»... مزحة! في غضون ذلك ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية في عددها أمس ان الجنود الامريكيين الذين انتهكوا حقوق الاسرى العراقيين في سجن «أبو غريب» لم يكونوا في جميع الاحوال يقومون بتحضيرهم للاستجواب وانما كانوا يعاقبونهم ويعذبونهم لمجرّد اللهو. وقد تحدّثت الصحيفة عن وثائق تبين ان الشرطة العسكرية قامت ببعض الانتهاكات التي ظهرت في الصور الاخيرة لاجبار السجناء على الانضباط وعدم القيام بأعمال شغب ومزاعم باغتصاب صبي وارتكاب افعال أخرى. وكانت الصحيفة ذاتها قد كشفت أمس الاول عن مجموعة من الصور الجديدة ولقطات «فيديو» وشهادات خطية موثقة تتعلق بفظاعات تعذيب السجناء العراقيين في معتقل «أبو غريب». وقالت الصحيفة في عدد أمس انه جاء في شهادة خطية موثقة لضباط بالشرطة العسكرية أن مدنيين وضباطا بالمخابرات العسكرية الامريكية كانوا يزورون السجن ليلا ويقتادون السجناء بعيدا «لاستجوابهم» داخل «كوخ خشبي» وراء السجن. ويحقق الكونغرس الامريكي حاليا في ممارسات التعذيب التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي جنود امريكيين. وأعلنت وزارة العدل الامريكية أمس الاول ان الحكومة الامريكية بدأت أول تحقيق جنائي لها في ما يتعلق باساءة معاملة الاسرى العراقيين. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك كورالو «لقد تلقينا أمرا من البنتاغون ومازلنا ملتزمين باتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن، حسب قوله». ويواجه عدد من الجنود محاكمات عسكرية بخصوص هذه الانتهاكات... وفيما تم الحكم على جندي وحيد بالسجن لمدّة عام واحد فإن البعض الاخر يستعد للادلاء بشهادته في هذا الشأن. وقد أعلن البنتاغون امس الاول أن الجيش الامريكي بدأ تحقيقات حول وفاة 37 أسير في افغانستان والعراق منذ أوت قبل الماضي.