رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    فاتورة استيراد الطاقة لا تطاق .. هل تعود تونس إلى مشروعها النووي؟    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    أخبار المال والأعمال    تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6 ٪ من الناتج المحلي    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مزاد دولي يبيع ساعة أغنى راكب ابتلعه الأطلسي مع سفينة تايتنيك    الرابطة الثانية (ج 7 إيابا) قمة مثيرة بين «الجليزة» و«الستيدة»    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ترشح إلى «فينال» رابطة الأبطال وضَمن المونديال ...مبروك للترجي .. مبروك لتونس    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الكاميروني؟    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيدين للفلسطينيين    مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد بعد دعوته لتحويل جربة لهونغ كونغ    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب؟    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير أمريكي: خسرنا حرب العراق والحلّ في الانسحاب...
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

أكد تقرير أمريكي أن قوات الاحتلال لن تحقق أي نصر سياسي أو عسكري بالعراق خصوصا في ظل المقاومة المتصاعدة التي يشهدها هذا البلد في الظرف الراهن.
وأوضح التقرير ذاته أن الخيار الوحيد الذي بات مطروحا أمام إدارة الرئىس الأمريكي جورج بوش للخروج من مأزقها الحالي بالعراق هو تمكين العراقيين من تولي إدارة بلادهم بأنفسهم.
ولفت التقرير الذي أعده الباحث والاستراتيجي الأمريكي أنطوني كوردسمان إلى المواجهات التي يشهدها العراق بين قوات الاحتلال والمقاومين العراقيين... كما أشار بالخصوص إلى أن قوات الاحتلال تواجه متاعب ب»الجملة» في العراق في الوقت الحالي.
فشل أمريكي
وقال الباحث الأمريكي الذي أعد تقريره بعد جولة قام بها في أغلب المدن العراقية الرئيسية إنه من المستبعد أن تحقق قوات الاحتلال نصرا سياسيا أو عسكريا بالعراق خصوصا في ظل أعمال العنف المتفاقمة في هذا البلد...
وجاء في هذا التقرير الذي يحمل عنوان مسار المواجهة في العراق أن الإدارة الأمريكية الحالية لم يعد لديها الآن أي حلّ عسكري لإعادة الاستقرار والهدوء إلى العراق موضحا أنه حتى وإن التجأت القوات الأمريكية إلى الخيار العسكري فإن ذلك سيثير ضدّها عاصفة كبيرة..
وأكد إنه بوسع القوات الأمريكية من الناحية النظرية هزم المقاومة العراقية عسكريا لكن ذلك لن يصبح حلاّ عمليا بما أنه سيؤدي إلى إثارة عاصفة دولية أو داخلية بالغة العنف من الاحتجاجات ضدّ الإفراط في استخدام القوة.
ومضى يقول إن العودة إلى معيار الحكم على مسار المواجهة من زاوية نتيجتها النهائية يوضح أن الولايات المتحدة قد خسرت في العراق مشيرا إلى أن وصول الأمور إلى النقطة الحرجة التي يمكن أن يتحوّل فيها النصر العسكري إلى هزيمة سياسية يجعل محصلة المواجهة في نهاية المطاف هي الهزيمة..
وأضاف أنتوني كوردسمان إنّ شن هجوم كاسح وباستخدام قوة مفرطة سيؤدي إلى انتصار عسكري وهزيمة سياسية موضحا أن محصلة هذه المعادلة هي الهزيمة على نحو شامل.. أي عراقيا وإقليميا ودوليا..
وأشار التقرير إلى أنه حتى من الوجهة العسكرية فإنه من الصعب العثور على أسلوب يمكن أن يحقق الأهداف المطلوبة دون التسبب في الكوارث.
تحذير وتوضيح
وحذّر كوردسمان قوات الاحتلال من مغبة الإقدام على اغتيال الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر مؤكدا أن اغتيال الصدر سيجعل منه شهيدا في نظر العراقيين وسيدفع بأعداد كبيرة من الشيعة إلى رفع السلاح ضدّ قوات الاحتلال وسيوطّد التحالف بين الشيعة والسنة الذين اختاروا منهج المقاومة..
وأضاف إنه ليس هناك ما يدعو في الوقت الحالي إلى نزع أسلحة القادة المتمردين على حد وصفه أو تصفيتهم لكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن القتال ضدّ المقاومة أو السعي إلى نزع سلاحها.. وإنما يعني حسب قوله أن على الولايات المتحدة أن تسلم بحقيقة مفادها أنها لا تستطيع الانتصار أو تحقيق أهدافها بتصفية عناصر المقاومة وجعل المناطق المعادية مناطق آمنة منزوعة السلاح.
وقال كوردسمان في سياق تحليله إنّ القوات الأمريكية لا تستطيع أن تعتقل كل السنة والشيعة الذين يحملون السلاح في وجهها مؤكدا أن هذا الأمر مستحيل فضلا أن السعي نحو القيام به سيؤدي إلى مضاعفة عدد القوات المعادية لجنود الاحتلال..
وخلص كوردسمان إلى القول بأنه في ظل هذه الأجواء المشحونة يبقى الخيار الوحيد بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية هو تمكين العراقيين من تولي أمورهم بأنفسهم.
** صحف أمريكية :رامسفيلد سهل تعذيب الأسرى العراقيين
واشنطن (وكالات)
سعى امس الرئيس الامريكي جورج بوش مجددا الى التهوين من حجم عمليات التعذيب والتنكيل المنظمة بحق الاسرى العراقيين حيث نسبها الى «حفنة» من العسكريين مع انه اعترف بأن تلك الممارسات الوحشية باتت وصمة عار في جبين امريكا...
وجاءت «مرافعة» بوش الجديدة غداة استجواب النواب الامريكيين لوزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الذي تعرض امس للهجوم من الصحافة الامريكية والاوروبية التي حمّلته المسؤولية الأكبر في ما حصل.
وعلى مدى 6 ساعات تقريبا كان النواب الامريكيون الاعضاء في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، كان وزير الدفاع الامريكي قد سعى جاهدا الى اقناع النواب بأن استقالته لن تحل المشكلة وان كان قد اقرّ خلال الاستجواب بمسؤوليته الكاملة عن الانتهاكات ضد الاسرى العراقيين في سجن ابوغريب.
وقال رامسفيلد انه لن يستقيل لأن هناك من يريد تحويل قضية تعذيب الاسرى الى قضية سياسية.
ولم «يشفع» للوزير الامريكي «الاعتذار» الذي تقدّم به لبوش والكونغرس حيث تعرض لانتقادات حادة من الصحف الامريكية والاوروبية الصادرة امس.
كما ان منافس بوش جون كيري كان قد قال اول امس ان مسؤولية الرئىس الامريكي «على المحك» مطالبا باستقالة وزير دفاعه.
مطرقة على رأس رامسفيلد
بل ان صحيفة «واشنطن بوست» حملت دونالد رامسفيلد مسؤولية خلق مناخ قانوني وسياسي ساعد على حدوث الانتهاكات المنظمة داخل المعتقلات التي تديرها قوات الاحتلال في العراق.
وقالت الصحيفة ان رفض رامسفيلد للتقارير السابقة التي افادت بوجود انتهاكات خطيرة ضد المعتقلين العراقيين والتي دعت الى اصلاح نظام الاعتقال في العراق تسبب في حدوث اعمال التعذيب في «ابوغريب» وغيره من المعتقلات.
ولاحظت اليومية الامريكية ان شهادة وزير الدفاع امام لجنة القوات المسلحة اول امس توحي بأنه مقتنع بالاجراءات المتبعة وبعدم وجود نيّة لتغيير تلك الاجراءات على الرغم مما حدث من انتهاكات واسعة وجسيمة ضد الاسرى العراقيين.
واضافت الصحيفة في افتتاحيتها ان البنتاغون حاول حصر الفضيحة بتحميل المسؤولية لقلة من الجنود الا ان الادلة اظهرت فداحة تلك الانتهاكات (بما فيها قتل 25 معتقلا في العراق وافغانستان تحت التعذيب) مما يوحي بأن اعمال التنكيل بالمعتقلين ليست فردية.
وقالت ال «واشنطن بوست» انه اذا لم تكن لدى الرئىس الامريكي ووزير دفاعه الرغبة في وضع حد لتلك الممارسات فإن على الكونغرس ان يتدخل لوقفها.
وبالنسبة الى اليومية الامريكية فإن رامسفيلد تحمل مسؤولية الانتهاكات التي حصلت لكنه لم يعترف بجوهر المشكلة وهو نظام الاعتقال الذي انتج تلك الممارسات الوحشية ضد الاسرى العراقيين.
اما صحيفة «نيويورك تايمز» فقد عقبت على شهادة وزير الدفاع الامريكي اول امس بالقول انه فشل حيث ان عملية استجوابه الطويلة اثبتت انه تهاون في التعامل مع قضية خطيرة كهذه..
ولاحظت الصحيفة بدورها ان جوهر المشكلة وهو نظام الاعتقال ظل بلا معالجة ولم يتم التطرق له خلال استجواب رامسفيلد مشيرة الى ان هذا النظام يعامل كل المعتقلين على اساس انهم «ارهابيون».
وتابعت «نيويورك تايمز» ان استجواب رامسفيلد ذكر الامريكيين مرة أخرى بدور وزير الدفاع في سوء التخطيط للحرب على العراق.
وفي المقابل اشادت يومية «واشنطن تايمز» المحافظة بأداء رامسفيلد وقالت انه «لحسن الحظ لم يختر الهروب من المواجهة...
وفي بريطانيا التي تورط جيشها في تعذيب الاسرى العراقيين، دعت معظم الصحف الصادرة امس الى استقالة رامسفيلد.
وقالت «ذي غارديان» ان انتهاكات العسكريين الامريكيين في «أبوغريب» تبرّر لوحدها حتمية استقالة وزير الدفاع الامريكي.
ونشرت الصحيفة بالمناسبة رسما استبدلت فيه صورة الاسير العراقي الذي ظهر مغطى الرئيس والذي كانت اطرافه موصولة باسلاك الكهرباء بتمثال الحرية الامريكي.
وأكدت الصحيفة في العدد ذاته ان افراد القوات الخاصة البريطانية تدربوا على طرق التعذيب المختلفة.
وفي ايطاليا واسبانيا هاجمت عديد الصحف الكبرى الصادرة امس وزير الدفاع الامريكي وحملته مسؤولية الانتهاكات الخطيرة ضد الاسرى العراقيين وطالبت برحيله .
وقالت صحيفة «الموندو» في هذا السياق ان هناك سبيلا وحيدا كي تنقذ امريكا سمعتها الملطخة وهو استقالة رامسفيلد.
هروب من الورطة
وغداة استجواب وزير دفاعه من قبل اعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ سعى الرئيس الامريكي مجددا الى التهوين من شأن الانتهاكات الجسيمة ضد المعتقلين العراقيين معتبرا في هذا السياق ان عددا صغيرا من الجنود ارتكبوا تلك الانتهاكات التي قال انها تشكل وصمة عار تلطخ سمعة الولايات المتحدة.
وقال بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان عددا صغيرا من الجنود اقترفوا اعمال التعذيب في سجن «أبو غريب» معتبرا ان هؤلاء لا يمثلون الجيش الامريكي ولا يمثلون القيم الامريكية على حدّ وصفه.
وتوعد بوش بمحاكمة مرتكبي تلك الانتهاكات ووعد بمراجعة الوضع في المعتقلات التي تديرها قوات الاحتلال في العراق مشيرا بالمناسبة الى فتح تحقيقات والى توجيه اتهامات بارتكاب جرائم الى بعض الجنود.
واعترف الرئىس الامريكي مرة أخرى بأن قواته في العراق واجهت في الاسابيع الماضية مصاعب جمة مكررا ان القوات الامريكية باقية في العراق لمجابهة من سماهم القتلة والارهابيين حتى احلال الديمقراطية والاستقرار في العراق حسب وصفه.
** كاتب بريطاني :ما حدث في «أبو غريب» يذكرنا ب»دير ياسين» و»صبرا وشاتيلا»
لندن (وكالات)
اعتبر الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك في صحيفة «انديبندنت» الصادرة أمس أن أمثلة ما حدث في سجن أبو غريب بالعراق موجودة في مذبحتي دير ياسين وصبرا وشاتيلا.
وكتب فيسك في معرض تعليقه على الفضيحة الامريكية المتعلقة بتعذيب الأسرى العراقيين أن هذه المعاملة غير الانسانية للعرب والمسلمين هي نتاج للصورة الذهنية العنصرية والمسمومة التي تنشرها الكتابات ووسائل الاعلام وأعلام هوليوود عنهم.
وأضاف الكاتب البريطاني قوله: إذا ما رأينا اعداءنا غير آدميين.. سنصبح بدورنا متوحشون..
وألمح فيسك الى أن صهاينة كانوا وراء تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب.
وفي مقال بعنوان «حرب لا أخلاقية وغير قانونية فضحتها صور كشفت عنصريتنا» أن أمثلة ما حدث في السجن العراقي موجودة في تاريخ الشرق الأوسط في مذبحة دير ياسين ومذبحة صبرا وشاتيلا اللتين ارتكبتهما اسرائيل.
وتساءل: من الذي لقّن المجنّدة الأمريكية لينداي انغلاند وصديقها والساديين الأمريكيين الآخرين في أبو غريب ما فعلوه؟
وأضاف قوله ان جانيس كاربينسكي قائدة السجون الأمريكية في العراق التي أطاحت بها الفضيحة كانت تعرف فقط أن هناك غرباء يتسجوبون معتقلين في غرف تعذيب لم يسمح لها بدخولها.
وتابع فيسك قوله «انه كان معروفا أن هناك محققين غامضين لا تعرف أعدادهم وأسماؤهم ولا يستطيع أحد الوصول الي حقيقتهم ومنهم من يحمل أكثر من جواز سفر.
وتساءل : لماذا جيء بهؤلاء الى سجن أبوغريب؟ من أتى بهم؟ كما تقاضوا؟ من درّبهم؟ من علّمهم أنه شيء جيد أن يجعلوا البنت تشير كأنها تصوب بندقية الى أعضاء تناسلية لعربي يجبرونه على الاستمناء؟ ومن قال لهم ان اجبار الرجل العراقي على ارتداء ملابس داخلية للنساء هو الإذلال بعينه له؟
وأشار الكاتب البريطاني الى أن عشيق المجنّدة الأمريكية انغلاند كان يعلق في حديقة منزله صورا من كتاب «الحوسية» الذي يعدّ جزءا من التوراة اليهودية.
** تفاصيل جديدة... عن جحيم «أبو غريب»: أسيرات عاريات، اغتصاب وقتل... وسباق في التعذيب بالركلات
واشنطن لندن (وكالات)
أكدت تفاصيل جديدة عن تقرير عسكري أمريكي أن الحراس الأمريكيين التقطوا صورا لأسيرات عراقيات عاريات...
وتحدث سيناتور أمريكي من جهته عن عمليات قتل واغتصاب وقعت داخل معتقل «أبو غريب» محذرا من أن الصور التي سيتم الكشف عنها لاحقا قد تثير الكثير من الغضب.
وفي الأثناء كشفت الصحف البريطانية عن جوانب جديدة لمشاركة البريطانيين في عمليات التعذيب.
و»تقصف» الصحف البريطانية والأمريكية يوميا ومنذ أكثر من أسبوع بالمزيد من التفاصيل الخطيرة عن الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون العراقيون في سجن «أبو غريب»...
ويبدو أن الملف يكبر يوميا مثل «كرة الثلج» لكن من دون أن تتضح ملامح عواقبه المختلفة.
أسيرات عاريات
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن تقرير سري للجيش الأمريكي قوله إن المخابرات العسكرية طلبت من الضباط الأمريكيين في الشرطة العسكرية العاملين في أبو غريب تغيير أساليب المعاملة لجعل السجناء العراقيين «أكثر تعاونا» أثناء التحقيق معهم.
وأظهر التقرير العسكري الأمريكي الذي أبلغت وكالة الأنباء الفرنسية بفحواه الليلة قبل الماضية أن جنود الفرقة 500 للشرطة العسكرية الأمريكيين المكلفين بادارة سجن «أبو غريب» لم يطلعوا اطلاقا على الأرجح على معاهدة جينيف حول معاملة أسرى الحرب.
وقدم التقرير الذي أعده الجنرال أنطونيو تاغوبا والذي يحمل تعبير «ليس للاتصال الخارجي» تفاصيل عن الانتهاكات.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية وتلفزة «سي.ان.ان» الأمريكية عن التقرير قوله إن الحراس الأمريكيين التقطوا صورا لأسيرات عاريات (فضلا عن الأسرى الذكور العراة).
وفي حالة أخرى تم اجبار مجموعة من السجناء والسجينات على القيام بممارسة فاضحة والتقاط صور لهم. وكشف التقرير عن أدلة تثبت ممارسة أحد حراس الشرطة العسكرية الأمريكية الجنس مع احدى المعتقلات.
اغتصاب وقتل
وطالب السيناتور الأمريكي لندساي غراهام (جمهوري) أول أمس بالقاء الضوء على حالات قتل واغتصاب في صفوف المعتقلين العراقيين بمناسبة التحقيق حول سوء معاملة المعتقلين العراقيين في سجون التحالف.
وقال السيناتور غراهام (عضو لجنة القوات المسلحة التي مثل أمامها أمس الأول وزير الدفاع دونالد رامسفيلد) إنه يتوجب على الأمريكيين أن يفهموا أننا نتكلم عن عمليات اغتصاب وقتل وليس فقط عن أناس تعرضوا للاهانات.
وكان غراهام سأل رامسفيلد عما اذا كان شاهد الشرائط المصورة للمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب فأجاب رامسفيلد بالنفي.
وأشار السيناتور غراهام وهو قاضي العسكريين الاحتياطيين الى أن الأمور ستتطور الى الأسوأ حيث ستظهر للناس أشياء ستجعلهم يفقدون صوابهم ويغضبون...
ولم يتضح منذ تفجر الفضيحة عدد الصور المتوفرة عن تعذيب الأسرى العراقيين لكن عسكريين أمريكيين قالوا في شهادات منفصلة إن الجنود في العراق كانوا يتداولون قرصا به 50 صورة في الجملة.
وأشارت بعض الشهادات الى وجود أشرطة فيديو أيضا تم تسجيلها أثناء تعذيب الأسرى العراقيين أو قبيل استجوابهم.
جحيم «أبو غريب»
وأكدت جندية المخابرات العسكرية الأمريكية صابرينا هارمان وهي احدى الجنود الستة الذين تريد واشنطن تحميلهم مسؤولية اساءة معاملة الأسرى العراقيين أنها كانت تطبق الأوامر الصادرة عن القيادة العسكرية.
وقالت هارمام إن رؤساءها المباشرين كلفوها باستلام المعتقلين وجعلهم ينهارون استعدادا للاستجوابات ملاحظة أن مهمتها كانت تتمثل في تحويل السجن إلى جحيم بالنسبة للمعتقلين لجعلهم يتكلمون.
وأوضحت أن وحدة الشرطة العسكرية الأمريكية بسجن «أبو غريب» كانت تتسلم الأسرى وقد غطيت رؤوسهم وقيدت أيديهم.
وأضافت أن السجناء كانوا (بعد ذلك) يجردون من ملابسهم ويتم تفتيشهم ثم جعلهم يقفون أو يجثون على ركبهم لعدة ساعات.
وأشارت الى أنه في بعض الأحيان كان يتم اجبارهم على الوقوف على صناديق أو رفع صناديق أو القيام بتمارين لارهاقهم.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن صابرينا كانت من الجنود الذين تم تصويرهم بجوار سجناء عراقيين عرايا كدسوا فوق بعضهم على شكل هرم. وهي متهمة تحديدا بضرب معتقلين وتوصيل أسلاك بيدي سجين أثناء وقوفه على صندوق ورأسه مغطاة.
أربعة اتهامات
والى جانب صابرينا هارمان تضم قائمة المتهمين الستة المجندة (الحامل) ليندي انغلاند التي ظهرت في احدى الصور وهي تمسك برباط لف حول رقبة أسير عراقي.
وقال مسؤولون عسكريون أول أمس أن انغلاند اتهمت أول أمس باساءة معاملة السجناء والاعتداء على معتقلين في أكثر من مناسبة وارتكاب أعمال أخلت بالنظام السليم والانضباط وارتكاب فعل فاحش.
وأوضح المسؤولون أن ملف انغلاند التي أعيدت مؤخرا إلى أمريكا أحيل الى لجنة لتحديد ما اذا كان يجب أن تواجه محاكمة عسكرية.
ركلات تعذيبية
وواجه الجنود البريطانيون اتهامات جديدة أمس بتعذيب السجناء في العراق مع قول أحد المعتقلين أنه تعرض لضرب وحشي من ثلاثة جنود وهم يضحكون.
وفي بيان لشاهد عيان حصلت عليه صحيفة «انديبندنت» قال المهندس كفاح طه إنه أصيب بفشل كلوي بعد أن قام جنود بريطانيون بضربه على مدى ثلاثة أيام في سبتمبر 2003 .
وينتظر أن يتم تقديم بيان طه للمحكمة العليا في لندن الأسبوع القادم في اطار طلب تعويض من بريطانيا تقدمت به عائلات العراقيين الذين قتل أقاربهم على يد جنود بريطانيين بما يتنافى مع القانون.
وقال طه في البيان الذي نقلته عنه صحيفة «أنديبندنت» إن «الجنود كانوا يحيطون بنا ويتنافسون على من الذي يستطيع أن يقذف بنا ركلا لمسافة أبعد».
وأضاف «الفكرة كانت أن يحاولوا جعلنا نرتطم بالحائط... الجنود كانوا يستمتعون بذلك على ما يبدو لأنهم كانوا يضحكون بصوت عال أثناء الضرب.
وقال إن أحد الرجال الذين كانوا معتقلين معه وهو موظف استقبال في نزل اسمه بهاء موسى توفي متأثرا بجروحه وعزز أدلته داود موسى والد بهاء موسى والذي يقول إن ابنه مات من التعذيب.
وستعرض قضية موسى أيضا على المحكمة العليا في لندن.
تذكار فظيع...
ونشرت صحيفة «ميرور» البريطانية أمس صورة جديدة على صفحتها الأولى تظهر جنديا بريطانيا يأخذ ما وصفته ب»صورة تذكار النصر» لرجل عراقي يسيل الدم من أسنانه في مؤخرة عربة عسكرية.
وجاءت هذه الصورة من جندي آخر قال انه التقطها أواخر العام الماضي بعد أن رأى الرجل وهو يضرب في البصرة.
وكان هذا الجندي العامل الى الآن، خائفا ولجأ الى الشرطة العسكرية البريطانية.
وقد نشرت صحيفة «ديلي مرور» الأسبوع الماضي صورا تظهر على ما يبدو جنديا بريطاينا وهو يتبوّل على سجين غطيت رأسه ويضربه بمؤخرة بندقيته.
وقال جندي بريطاني آخر للصحيفة ذاتها إن بعض الجنود الأشرار فقط يشجعون وقائع التعذيب والآخرين يحذون حذوهم.
وأضاف : كانوا يصلون ويضعون كيسا من الرمل مغلقا بشكل جيد على رؤوس السجناء ويقيدون أيديهم وراء رؤوسهم... وكانوا يتبعونهم ضربا بعد ذلك كالحيوانات مؤكدا أن الجنود البريطانيين كانوا يوجهون ضرباتهم بشكل رئيسي إلى الأضلع ولكن عندما كانوا يزيلون الأكياس عن الرؤوس كنت أرى وجوههم... كانت أنوفهم محطمة وكانوا يشبهون طبقا من اللحم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.