على صعيد المشهد الثقافي لا تزال القيروان تعمل على التركيز على الأنشطة الثقافية الفاعلة وترعى دورها في فسح المجال أمام كافة الجمعيات المساهمة والمشاركة بالأعمال المتميزة التي تعدّ وجها من أوجه النضال الثقافي في البلاد. ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمونولوغ والمسرح الفردي في دورته السادسة استضافت جمعية قدماء المسرح مبدعين راموا تعبيرا بكلمات نادرة مستلهمين وحي الابداع المسرحي وملتزمين بقضايا الشعوب والأمم، هذه الكلمات أحيانا كانت ضاحكة والضحكة هي راحة النفوس المرهقة بأعباء الحياة وواجباتها التي لا تنتهي، وأحيانا معبرة ومجسدة برسائل فنية ومشاهد تزخر بالتألق والعطاء. تجمع الممثلون وانتقلوا في الأرجاء الرحبة بالمركب الثقافي أسد بن الفرات يهدون أفكارا تتصل بالحالات الانسانية ويخاطبون بعمل فني جميل فيزيد ذلك من رونقهم وحسن طلعتهم. بما يثري عالم الابداع واسهاما وتكريسا من الجمعية لدورها الاجتماعي فقد امتدّ برنامج المهرجان لتقديم عروض بقسم الرعاية النفية بالمستشفى الجهوي بن الجزار بالقيروان وحفل بمركز رعاية المسنين دون نسيان إعداد طاولة مستديرة حول آفاق المسرح الفردي وسبل تطوير هذا المهرجان. امتطى صهوة مسابقة مهرجان المونولوغ والمسرح الفردي واحد وعشرون ممثلا من مختلف ولايات الجمهورية وقد جمعت هذه الدورة نتائج مشرفة نتيجة لتظافر جهود الأطراف المتدخلة من هيئة المهرجان ولجنة التحكيم فقد تمكّن من الامساك بمفتاح الفوز كلّ من: حسن الكناني من القيروان عن عمله «غصرة» بالجائزة الأولى مناصفة مع عبد الحكيم صويد من منوبة عن عمله «عندما يتكلّم التاريخ». الجائزة الثانية مناصفة بين : العيدي بوعوني من الرديف عن عمله «كاستينغ» وشكري العياري عن عمله «سكات أكاديمي» من القيروان. الجائزة الثالثة مناصفة بين : نبيلة الماكني من باجة عن عملها «ضياع» ومحمد الهادي الماجري من القيروان عن عمله «استنساخ». المسرح وهذه التجربة وهذا الفن الذي ازدهرت به كل الحضارات وهذا التدريب على نصوص مكونة من العناصر الهامة كالصياغة والتنوع والصنعة والاضاءة في مستوى الاستعراض، ولا شكّ انه معروف أن الفن المسرحي له علاقة قوية بالحياة أساسا والأخلاق والتراث والتربية، والمسرح لن يهدره الزمن فهو ينمّي الوعي الانساني والحضاري وهو يحمل بصمات تطرح عديد الأسئلة، فلن يعوق سيره شيء.