لا أدري بأي منطق سأتحدث عن المنتخب الوطني... بوصفه بطل افريقيا وسمعته في السماء... ام على أنه «عزيز قوم ذل»... أم هو فقير الى ربه ولا يملك ما يستر الوجه بمجرد خروج احد ابنائه او بعضهم ليسترزقوا في مكان آخر... ام هو شاب هرم قبل وقته... أم هو طبل كبير مملوء بالهواء... ام انه فاقد للشيء ونحن نرغمه على تقديم هذا الشيء... ام انه يمر بفترة انتقالية بعد القفزة النوعية ومن الجحود ان نقسو عليه بين الضحى والعشية. ما أعرفه ان المنتخب التونسي هو الذي «أكل» أربعة أهداف لان التاريخ لا يسجل الجزئيات البسيطة بغياب فلان... أو فلتان... وما أعرفه ان تراباتوني لم يستحسن المباراة لانها لاحت في اتجاه واحد وانها كانت شبيهة بحصة تدريبية... وما اعرفه ايضا (وهذا من زمان) ان بعض العناصر صارت «زائدة» داخل المنتخب... وان مستوى البعض الآخر ضعيف جدا ليحرز شهادة كفاءة تمثيل تونس وارتداء قميص المنتخب... وحتى بعض الذين استبشرنا بصعودهم الصاروخي لاحوا بوجه مهزوز لا يليق بعناصر تتوق الى الزمن القادم... وقد تكون تضررت كثيرا مما حققت على المستوى المادي وماتت لديها رغبة الارهاق من أجل العيش. المنتخب الايطالي عملاق عالمي لا يحتاج الى تقديم والهزيمة أمامه بأربعة أهداف لصفر تكون عادية حتى ولو لعبنا بتشكيلتنا الأساسية لكن ما اخجلنا هو ذاك الوجه المهزوز لعناصر لاحت غير قادرة حتى على افتكاك الكرة... وبناء هجمة وحيدة على قواعد صحيحة... لنظهر أمام الطليان وكأننا منتخب من الدرجة العاشرة في حين اختارنا تراباتوني لنكون أفضل من يمتحن أبناءه قبل «الأورو 2004»... اتعس من الهزيمة المرعبة ضد ايطاليا ان يفتح بعض اللاعبين افواههم ليتحدثوا عن عروض وهمية وصلتهم من فرق ايطالية وانقليزية والمانية... وهم مازالوا يتلعثمون في عالم الجلد المكوّر... وكم نتمنى ان يقتنع اغلب هؤلاء ان مستواهم لا يفوق المستوى العام للبطولة المحلية الا... بالصبر. أتعس مما قلناه سابقا ان اغلب المحترفين داخل تشكيلة المنتخب اما يعيشون حالة بطالة خارج الحدود... أو هم من المغضوب عليهم لان زادهم محدود... أو هم من الذين يعيشون من «ظهر» المنتخب بلا مقابل ولا ردود... اتعس من كل ما قيل ان يتحدث بعضهم عن الغيابات وكأننا نملك نستا أو كانافارو أو دالبيارو... أو فان نستلروي... ارحمونا من فضلكم لان من غابوا في مستوى من حضروا ولم يكونوا ليغيروا حال المنتخب حتى لو حضروا والاجمل لنا جميعا ان نبحث دوما في عمق الالم لا ان نلف وندور بلا فائدة وتبقى أسباب العلّة وأسباب التراجع سائدة... فعندها تصبح كل الكلمات والملاحظات «زائدة».