القيروان-الشروق أون لاين-ناجح الزغدودي: تعرض المحامي فوزي المقدم من القيروان، يوم 30جويلية 2016 الى سرقة شاحنته الخفيفة من ضيعته بعمادة زعفرانة جنوبالقيروان، ولم يتمكن من استرجاعها الا بعد دفع 6 الاف دينار "فدية" رغم تقديم شكاية في الغرض ومعرفة السارق. وأكد المحامي المقدمي ل"الشروق أون لاين" انه تمكن من استرجاع شاحنته وجلبها من القصرين بفضل وساطة متعددة بين بائعي خمر وعمدة ومحامي السارق. المحامي المقدمي أفادت ان شاحنته سرقت من ضيعته يوم السبت 30 جويلية فتوجه مباشرة الى مركز الحرس بالقيروانالجنوبية. لكن رئيس المركز اعلمه بضرورة تقديم شكاية الى مركز الحرس ببوحجلة مرجع النظر. اختار رجل القانون، ان يتبع اجراءات التقاضي احتراما منه للقانون ولدور رجل الامن والقضاء...على امل ان يستعيد شاحنته في اسرع وقت. خاصة وانه رجل الحقوق ويعرف جيدا عن قرب قدرة القضاء والمحكمة على اعادة حقوق الناس. قدم المحامي شكاية عدلية بمركز بوحجلة. وسجلت القضية ضد مجهول. انتظر اياما عسى يقبض الامن على اللصوص. ولكن دون جدوى ليجد نفسه يسلك طريق المواطنين العاديين. فقرر الاتصال بوسيط. اتصل بعمدة المنطقة فأرشده الى احد الاشخاص. وهذا الشخص دله الى شخص اخر كما تعرف الى السارق والى محاميه. لكنه تعرض في البداية الى مماطلة وهي بمثابة جس نبض فاتصل بوكيل الجمهورية وقدم شكاية أخرى رسمية في هؤلاء وقدم المعطيات التي لديه حول اسم السارق. كما استعان المحامي برئيس فرع المحامين. تأخر القبض على السارق وارجاع الشاحنة التي تعرف الى مكانها من خلال شهود عيان شاهدوها لدى احد الاشخاص المفتش عنهم. وقد اعلم مركز الامن فاخبروه انهم عاجزون عن ايقافه وانه محل تفتيش في حوالي 28 قضية. وبفضل الوساطات وبعد تردده مرارا على معتمدية بوحجلة، يتوصل المحامي الى حل لكنه باهظ الثمن. فقد طلب اللص ان يشتري المحامي منه شاحنته مقابل 15 الف دينار. رفض المحامي هذا المبلغ وتساءل في حيرة كيف يشتري شاحنته بدل ان يتم القبض على اللص الذي عرفت هويته. وأمام عدم القدرة على التدخل الامني وايقافه وارجاع شاحنته، سعى الى التدخل بمفرده وكانت حيلته في تخفيض المبلغ وتكبد العناء والتنقل بين بوحجلة والقيروان...ليستطيع في الاخير اقناع السارق بان يسلمه شاحنته مقابل 6 ملايين....وهذا بفضل وساطة المعتمد ومحامي المشتبه فيه. اللص عمد الى اخفاء الشاحنة المسروقة في منطقة بوشبكة بالقصرين المتاخمة للجزائر والتي استشهد فيها عون الحرس انيس الجلاصي في ديسمبر 2012. وقد توجه المحامي رفقة اللص الى مكان اخفاء الشاحنة بعد دفع الثمن. وكان المحامي في طريق العودة يقود سيارة اللص بينما كان اللص يقود شاحنة المحامي الى ان وصلا الى بوحجلة. كما اكتشف المحامي ان الوسيط (بائع خمر) لم يكن وسيطا بل كان شريكا في السرقة. المحامي عبر عن غضبه وحسرته واسفه وحيرته من عدم تدخل الامن لايقاف السارق صاحب ال28 منشور تفتيش والحال ان مكان اقامته معلوم. حالة المحامي تعبر عن واقع مرير يعشيه الكثير من المواطنين. وقد حصلت عديد الحالات التي يضطر فيها المتضرر من السرقة الى البحث عن السارق والتفاوض معه من اجل شراء ما سرق منه. وقد تحولت العملية الى وصفة سحرية يعدمها أحيانا مسؤولون امنيون في ظل وجود فراغ قاتل وعجز في السيطرة على الوضع والتصدي للعصابات التي تربكها علاقات ومصالح مع جهات نافذة توفر لها الحماية والغطاء القانوني.