* الكوفة بغداد لندن (وكالات) : انتقد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بشدة الحكومة العراقية الانتقالية المعينة مؤكدا أنه لن يعترف بها الى يوم الدين وان الشعب العراقي لن يقبل بحكومة عينتها قوات الاحتلال. ووصف الصدر رئيس الوزراء في الحكومة العراقية الجديدة إياد علاوي بأنه عميل للمخابرات الأمريكية. وبعد أيام من تسمية الحكومة العراقية الانتقالية الجديدة لا تزال ردود الفعل تتسم بالتحفظ والرفض لهذه الحكومة المعينة وهو ما أفقدها صفة الشرعية في نظر الكثير من السياسيين والمراجع الدينية في العراق. وأعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر براءته من الحكومة الجديدة لعدم نيلها رضا الشعب بعد ان قال المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني امس الاول ان الحكومة العراقية الانتقالية تفتقد للشرعية الانتخابية. رفض قاطع وهاجم الصدر في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه جابر الخفاجي بمسجد الكوفة الحكومة العراقية الجديدة واصفا رئيس الوزراء فيها إياد علاوي بأنه عميل للمخابرات اأمريكية. وقال الصدر «إنني بريء من هذه الحكومة الى يوم القيامة لأن الشعب يرفضها». وأضاف الصدر «لابد ان تكون حكومتنا منتخبة انتخابا شرعيا ولن يقبل الشعب العراقي بحكومة عينتها قوات الاحتلال». وتابع الصدر يقول : «لا أتصور أي عاقل وأية مرجعية يقبل بهذا التعيين». ونقل الشيخ الخفاجي عن الصدر قوله ايضا «لماذا لا يمكننا اجراء انتخابات لأن العراق ليس آمنا؟ لكننا نعلم ان بلدنا غير آمن بسبب الاحتلال فلتغادر قوات الاحتلال العراق وليكن البلد آمنا». وهذه هي المرة الثانية التي يغيب فيها الصدر عن صلاة الجمعة في الكوفة حيث كان يؤم المصلين ويلقي خطبة الجمعة. وفي سياق متصل دعا المرجع الشيعي كاظم الحائري الحكومة العراقية الجديدة الى ان تثبت وطنيتها واخلاصها لشعبها. وتثير الحكومة العراقية الجديدة جدلا بشأن قدرتها على ادارة شؤون البلاد باقتدار وبحرية خلال الفترة الانتقالية كما أثار منصب الرئاسة جدلا بعد اشتداد الصراع بين عدنان الباجه جي وغازي الياور. وكشف الباجه جي في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «فانينشال تايمز» البريطانية انه وقع ضحية «مناورات سياسية» وصفها بالدنيئة. وقال الباجه جي الذي استقال من منصب الرئيس العراقي بعد تسميته الثلاثاء الماضي ليتم اختيار غازي الياور أخيرا «لقد كانت مناورات سياسية دنيئة». وأشار الباجه جي الى انه وقع ضحية تحالف بين الاكراد والشيعة الذين حاولوا ان يفرضوا «نوعا من الامر الواقع» داخل مجلس الحكم الانتقالي «الذي لم يكن له الحق بتاتا في أن يتفرد في اتخاذ قرار في هذا الموضوع» حسب رأيه. وأضاف الباجه جي «لم يكن يحق للأكراد والشيعة التدخل اذ لم نتدخل نحن (السنة) في اختيار الشيعة لرئيس الوزراء (اياد علاوي) ولا في اختيار الاكراد لوزرائهم». ونفى الباجه جي مرة اخرى ان يكون مرشح الامريكيين وقال : «لم يعرض علي الامريكيون شيئا». وأضاف : «كانت الرئاسة من نصيبي ولكن لو كنت قبلت بها كانواسيواصلون حملتهم علي، كانوا سيقولون ان خيار الأمريكيين هو الذي غلب». ملحق لتحديد الصلاحيات وفي اطار تحديد صلاحيات الحكومة العراقية الانتقالية قبل موعد جوان المقرر لنقل السلطة رسميا أعلن أمس في بغداد عن نص ملحق الدستور المؤقت ويتضمن صلاحيات الحكومة الانتقالية وواجبات المجلس الوطني. ويُلزم الملحق الحكومة بصفتها مؤقتة بالامتناع عن القيام بأي «أعمال تؤثر على مصير العراق تتعدى الفترة المؤقتة المحددة وان تقتصر مثل هذه الاعمال على الحكومات المستقبلية المنتخبة ديمقراطيا بواسطة الشعب العراقي». وبالنسبة الى العلاقات الخارجية نص الملحق على ان لا تتعدى مهام الحكومة عقد الاتفاقيات الدولية وعلاقات العراق الخارجية والقروض الدولية والمساعدات وديون العراق السيادية وتعيين اعضاء المحكمة العليا على ان يتم تصديق ذلك من قبل رئاسة الدولة في الحكومة الانتقالية المنتخبة خلال يوما من توليها السلطة وبالاجماع». وتتولى الحكومة العراقية الحالية السلطة حتى موفى جانفي على أقصى تقدير حيث ستجري انتخابات عامة. وقد أعلنت كارينا بيرلي رئيسة لجنة الاممالمتحدة الخاصة بالانتخابات في العراق امس اسماء اعضاء اللجنة التي ستتولى الاشراف على هذه الانتخابات المقر اجراؤها مطلع العام المقبل. وقالت بيرلي ان اختيار اعضاء اللجنة لم يتأثر بأي ضغوط سياسية من مجلس الحكم المنحل أو من سلطة الاحتلال