كشفت مصادر سياسية عراقية عن اتصالات مكثفة بين رئيس ما يسمى بالمؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي والقيادات الكردية وان هذه الاتصالات مازالت جارية لتفعيل التحالف الشيعي الكردي القديم، بينما تحدثت مصادر أخرى عن احتمال تشكيل تكتل يضم رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي والرئيس المؤقت غازي الياور وعدنان الباجه جي والزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود برزاني لمواجهة قائمة «الائتلاف» الشيعية بزعامة عبد العزيز الحكيم. وتوقع مراقبون فوز قائمة «الائتلاف العراقي الموحد» بغالبية الأصوات لكنهم قالوا إن هذه القائمة لن تنفرد بتشكيل التركيبة الجديدة المؤلفة من مجلس رئاسي يعيّن رئيس حكومة ويعيّن هذا بدوره الوزراء. وتخضع هذه العملية لخطوات معقّدة من المفاوضات والتجاذبات بين مختلف العراقيين ويدخل الأمريكيون طرفا فيها. تحالفات وتكتلات ومع ان هذه المفاوضات ستستغرق وقتا لإنجاز هذا التوافق فإن الاحتمالات المتوقعة للتركيبة الجديدة هي مجلس رئاسي مكوّن من رئيس سنّي ونائبين له شيعي وكردي ورئيس حكومة شيعي ورئيس برلمان كردي، أما الاحتمال الثاني فهو تعيين رئيس كردي (يعتبر سنيّا في الوقت ذاته) ونائبين له شيعي وسنّي ورئيس وزراء شيعي ورئيس برلمان سنّي. ورجّحت مصادر سياسية ان يكون تأخير الاعلان الرسمي لنتائج الانتخابات عشرة أيام رغم امكان ذلك خلال يومين يرجع الى محاولة التوصل الى توافق على التركيبة الجديدة. وكشف عضو المجلس السياسي الشيعي علي فيصل اللامي عن اتصالات مكثفة جرت بين الجلبي وقيادات كردية «لتفعيل التحالف الشيعي الكردي القديم وفق أسس جديدة». وأوضح اللامي ان «التيار الصدري سيكن جزءا من هذا التحالف» وان اتصالات مباشرة تمت بين قيادة التيار والقيادات الكردية مشيرا الى زيارة مرتقبة لمسؤول المكتب السياسي في التيار الصدري الشيخ علي سميسم الى الحزب الديمقراطي الكردستاني لمناقشة تصورات الطرفين للحكومة الجديدة وقضية كركوك. وأشار اللامي الى ان القيادات الكردية الفاعلة متمثلة في الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني متفقة على ترشيح جلال طالباني لمنصب رئيس الجمهورية وأنها تعتبر ذلك «مطلبا أساسيا لتأكيد مواطنتهم وهويتهم العراقية». وقال اللامي إن هذا المطلب لاقى قبولا لدى أعضاء المجلس الشيعي الذين يشكلون ثلث قائمة الائتلاف العراقي الموحد وأنه (المجلس) سيبدأ حواراته مع اعضاء «الائتلاف» الآخرين في هذا الخصوص بعد اعلان نتائج الانتخابات. ولفت المصدر نفسه الى ان «الأكراد طالبوا بهذا المنصب لعلمهم ان الكتلة الشيعية لن تتنازل عن منصب رئاسة الوزراء». الجلبي... أبرز المرشحين واعتبر اللامي ان احمد الجلبي هو المرشح لشغل هذا المنصب لأنه حسب وصفه «شخصية ليبرالية قادرة على ايجاد توازن بين التوجهات الدينية لدى مرشحي «الائتلاف» والمطالب الأمريكية. وحسب اللامي فإن «الجلبي هو الخيار الوحيد وعلى أمريكا ان تقبل به اذا أرادت الحوار مع المدّ الديني لقائمة الائتلاف». وأكد الاتحاد الوطني الكردستاني من جانبه ان القوى الكردية متفقة مع الأحزاب الشيعية خاصة حزب الدعوة الاسلامية والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية على مجموعة من الصيغ لتشكيل الحكومة المقبلة وان «هذه الاتفاقات قائمة قبل الانتخابات» ورجح محللون أمريكيون ان تسعى ادارة بوش الى اصلاح العلاقات مع الجلبي لتنصيبه فيما بعد رئيسا للوزراء في العراق. وبالاضافة الى هذا التوافق قالت مصادر سياسية عراقية ان اتصالات ومفاوضات تنشط محاولة اقامة تحالفات جديدة، اذ يتوقع انفراط عقد بعض القوى السياسية التي خاضت الانتخابات في قوائم ائتلافية، كما برزت المناورات السياسية واطلاق بالونات الاختبار لتحالفات جديدة. ورجّحت المصادر ان تفضي هذه العملية الى تشكيل تكتلين سياسيين كبيرين اذا تعذّر الاتفاق على صيغة توافقية يتألف الأول من رئيس الوزراء المعين إياد علاوي ورئيس الجمهورية المعيّن غازي الياور وعدنان الباجه جي والزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود برزاني لمواجهة قائمة «الائتلاف» ذات الغالبية الشيعية بزعامة عبد العزيز الحكيم.