أمسكت اليوم في روضة آل بورقيبة في المنستير أيادي العديد من الأطفال والشباب والكهول والمسنّين الراية الوطنية في حجم كبير يبلغ 300 م2 لترفعه معا في حركة رمزية للتأكيد بمناسبة إحياء الذكرى 17 لوفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة على أنّ التونسيين قادرون على صنع العلم الوطني بهذا الحجم وأنّه لا يجب الاستهانة بالقدرات التونسية حسب ما ذكره عفيف زقية ناشط في المجتمع المدني وخبير دولي في النسيج. وأوضح الخبير في تصريح ل(وات) أنّ المواصفات الفنية للعلم تتمثل في كونه غير قابل لتمرير الهواء وللاشتعال وأنّ القماش مصنوع 100 بالمائة من مادة "البوليستير" ( 210 غرامات في المتر المربع)، إلى أنّ فكرة إنجاز هذا العلم جاءت للتعبير عن استنكار الصناعيين في مجال النسيج والعديد من المواطنين التونسيين ومكوّنات المجتمع المدني في مدينة قصر هلال من استجلاب علم نسج في تركيا للاحتفال بعيد الاستقلال في حين أنّ المصانع التونسية في قطاع النسيج تنجز الملابس لأكبر العلامات العالمية واعتبروا أنّ في ذلك استهانة بالكفاءات التونسية، حسب قوله. وأضاف أنّ هذا العلم أنجز في ظرف أسبوع بمشاركة عشرة من العملة وبكلفة تبلغ 3 آلاف دينار وتبرّعت مصانع تونسية بالقماش والصباغة، وفق تصريحه. ويعاني قطاع النسيج في تونس من التهريب ومن إغراق السوق التونسية بالمنتوجات الموردة بشكل عشوائي خاصة من تركيا والصين، وفي هذا السياق أكدّت اللجنة القطاعية للصحة والشؤون الاجتماعية التابعة للنيابة الخصوصية للمجلس الجهوي في المنستير، في آخر تقرير لها خلال السنة الجارية أن ست مؤسسات في قطاع النسيج أغلقت بصورة نهائية سنة 2016 في ولاية المنستير التي شهدت منذ سنة 2011 إغلاق العديد من مؤسسات النسيج والإكساء.