شخصيا بدأت اخشى على المنتخب من ارتعاشة نشوة كأس افريقيا للأمم التي كنّا الاجدر بالفوز بها في اعقاب مغامرة لم يمسنا الشك في رسمها بخطوط من ذهب... وشخصيا كبرت القناعة عندي بأن هناك اكثر من نقطة استفهام سواء داخل التشكيلة او داخل الاطار الفني او حتى داخل الجامعة... بما أن الغموض صار يسيطر على الشفافية التي أردناها وصفقنا لها منذ قدوم لومار ومعلول... لنسأل هل انقلب الاطار الفني... أم انقلبت المفاهيم ام هناك انقلاب في احلام المنتخب؟ أول نقطة تثير الرعب بعيدا عن اية نتيجة تتعلق بالجمهور فمنتخب بلا جمهور كالشجرة بلا ثمار... والزهرة بلا رائحة حتى ولو كان بطلا لافريقيا... وعزوف الجمهور خلنا اننا قضينا عليه منذ اشهر خاصة بعد ان عادت لذة المتابعة وصارت الحسابات داخل المنتخب «على المكشوف» بعيدا عن تأثيرات فلان وفلتان... فماذا حدث اذن لينقلب السحر على الساحر والجمهور على لومار والمنتخب...؟ المنتخب فاز بأربعة اهداف وهي نتيجة طيّبة في مستهل التصفيات الافريقية والعالمية لكن الجمهور لم تنطل عليه هذه النتيجة لأن المنافس كان اشبه بفريق من «رياضة وشغل» وبالتالي كنا امام فرصة تاريخية للضرب بقوة وتحقيق نتيجة قياسية... الا انه مرّة أخرى فوّت لاعبونا على انفسهم هذا الانجاز بعد ان لاح بعضهم اقرب الى مستوى بوتسوانا منه الى مستوى بطل افريقيا ومنهم بصراحة من لا يستحق مكانا لا هنا ولا هناك... ولا ندري لماذا يتمسك لومار به... الرباعية لم تكن لتحجب ما يعانيه المنتخب في غياب بعض العناصر التي لا نراها «مؤثرة» الى هذا الحد لينقلب وجه المنتخب بمجرد غيابها... والرباعية لم تكن لتفرض على الجمهور الرضاء بعطاء مجموعة تشعر انها «مفبركة» وبعيدة كل البعد عن الاحساس بمسؤولية الذود عن حظوظ المنتخب.. كما ان هذه الرباعية لم تكن لتعيد الامل الى لومار في تحسين علاقته مع الجمهور بما ان عزوف الجمهور ينطلق اصلا من التشكيلة... وبما ان أحوال التشكيلة لا تعجب فانه من الطبيعي ان يسير الحلم في الاتجاه المعاكس. الرباعية التي مرّرها لاعبونا الى شباك بوتسوانا فتحت قنوات الشك على مصراعيها وصار لزاما علينا جميعا ان نتحرك في الاتجاه الصحيح لتصحيح مسار المنتخب خاصة ان بعض الاسماء لم تعد تنفع... وان بعض «الرؤوس» ظنت انها اكبر من الانتقاد... فالمنتخب يهمنا جميعا وليس من المعقول ان تظل كأس افريقيا علكة نمضغها على طول الزمن القادم مثلما فعلنا مع ملحمة الارجنتين وكأننا عدنا بكأس العالم. اليوم علينا جميعا ان نراجع بعض الحسابات وايضا لعلاقات حتى لا يموت حلمنا في المهد... وحتى تظل تونس شامخة برجالها فلسنا في حاجة لمن يملي علينا دروس الوطنية ويعلمنا كيف نحافظ على مكاسبنا الكروية. **على جناح الامل كريم حقي سهم انطلق من سباسب القصرين الابية وعاش الحرمان بكل ما في الكلمة من معنى... فلا تسألوا اذن عن سر تألقه... وعن سرّ روعته... وعن سرّ رغبته في التحليق نحو عالم ارحب.