بعقوبة الموصل الكرمة (وكالات): أوقع أمس تفيجران بالموصل وبعقوبة استخدمت فيهما سيارتان مفخختان عديد القتلى وعشرات الجرحى في صفوف العسكريين الأمريكيين ومسؤولي وعناصر الأجهزة الأمنية المتعاونة مع قوات الاحتلال. وفي مدينة الفلوجة جدّت مساء أمس معارك عنيفة بين مقاومين عراقيين وقوات الاحتلال الأمريكي أسفرت عن استشهاد وجرح أربعة عراقيين. وجاء هذا التصعيد في سياق موجة من العمليات التي تستهدف كل ما له صلة بالاحتلال الأمريكي للعراق. وبعد الهدوء الذي ساد المدينة على امتداد الأسابيع الماضية شهدت مدينة الفلوجة مساء أمس معارك متجددة بين مقاومين وقوات الاحتلال الأمريكي. وحسب ما ذكره شهود عيان فإن هذه المعارك التي وقعت في مدينة الكرمة، على بعد عشرين كيلومترا من الفلوجة أسفرت عن استشهاد عراقيين وجرح اثنين آخرين. ووفق رواية الشهود فإن تبادلا عنيفا لاطلاق النار بين جنود أمريكيين ومقاومين عراقيين جرى بالخصوص بالقرب من مقر الشرطة في منطقة الكرمة وهي احدى ضواحي الفلوجة.. ولم تورد معلومات عن وقوع خسائر في صفوف الأمريكان. وذكر الشهود أن القوات الأمريكية طالبت اثر ذلك الأهالي بلزوم بيوتهم والابتعاد عن مسرح الاشتباكات. وقال طبيب في المستشفى الأردني في الفلوجة ان 4 مدنيين استشهدوا في حين أصيب 10 بجروح متفاوتة الخطورة. سلاح التفجيرات وفي الموصل استهدف أمس تفجير سيارة مفخخة موكبا من تسع سيارات يستقلها مسؤولون أمنيون في المحافظة. ووقع الانفجار أمام مقر «قائمقامية» (محافظة) الموصل لدى مرور موكب اللواء سامي الحاج عيسى رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة. وقتل 10 أشخاص على الأقل في حين جرح نحو 100 آخرين بينهم الحاج عيسى وابنه حسب حصيلة صادرة عن الجيش الأمريكي الذي نقل عن شهود قولهم ان سيارة أجرة استخدمت في الهجوم وكان بداخلها ثلاثة رجال حين انفجرت. وأدى الانفجار إلى الحاق أضرار فادحة بمبنى المحافظة في حين دمرت عديد السيارات بما فيها بعض السيارات التي كانت في الموكب المستهدف. وعشية هذا الهجوم كانت المواجهات التي اندلعت بين مقاومين وجنود الاحتلال الأمريكي في أحد أحياء الموصل قد أوقعت 17 جريحا عراقيا على الأقل. وبعد ساعة تقريبا من عملية الموصل، انفجرت سيارة مفخخة أخرى أمام القاعدة الأمريكية الكبيرة في مطار «الفارس» قرب مدينة بعقوبة (60 كيلومترا شمال شرقي بغداد) مما أسفر عن مصرع جندي أمريكي وجرح 10 على الأقل. كما قتل عراقي وجرح أكثر من 20 حسب مصادر أمريكية وطبية لكن الحصيلة ربما كانت أعلى بكثير. وانفجرت السيارة قرب مدخل القاعدة بينما كان عراقيون يتجمعون للعمل داخل هذه المنشأة العسكرية الأمريكية. ووصف شهود الانفجار بالقوي جدا موضحين ان السيارة اقتحمت الكتل الاسمنتية وانفجرت قرب مدخل القاعدة. وفي وقت سابق كان الجيش الأمريكي قد اعترف بمصرع جندي آخر من «المارينز» أول أمس الاثنين خلال مواجهات مع المقاومة العراقية في محافظة الأنبار حيث تقع مدينتا الفلوجة والرمادي. وفي منطقة كركوك تعرضت دورية أمريكية لهجوم بالقذائف الصاروخية عند المدخل الجنوبية لمدينة «بيجي». ونقلت قناة «الجزيرة» القطرية ان القصف أدى إلى اعطاب آلية واحدة على الأقل. واستشهد أمس مواطن عراقي برصاص جنود الاحتلال الأمريكي عند حاجز عسكري في المدخل الجنوبي لهذه المدينة. وفي كركوك ذاتها قضى امس عراقي حرقا داخل سيارته وجرح 3 آخرون في انفجار عبوة ناسفة عند اشارة ضوئية في شارع رئيسي وإلى الجنوب من بغداد قتل أمس جنديان بولونيان و3 سلوفاكيين وسادس من لاتفيا اثر ما وصف بانفجار «عرضي» أثناء تفكيك الغام في مستودع للذخيرة في مدينة «الصويرة» بمحافظة واسط التي تضم أيضا مدينة الكوت. وأشارت مصادر بولونية إلى ان عديد الجرحى سقطوا أيضا خلال هذا الانفجار. هدوء خادع وإلى الجنوب من بغداد أيضا لا يزال الوضع هادئا في النجب والكوفة وكذلك في كربلاء لكن الوضع لم يعد بعد إلى طبيعته وسط مخاوف من استئناف المواجهات بين أنصار مقتدى الصدر وقوات الاحتلال الأمريكي. وكان جيش المهدي قد أكد أول أمس انه لن ينسحب من مرقد الامام علي في النجف قبل تشكيل حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي. وقال الشيخ أحمد الشيباني أحد معاوني الصدر أن جيش المهدي سينسحب بالكامل في حال نفذ الأمريكيون وعودهم وأتاحوا تشكيل حكومة ديمقراطية. وجاء التأكيد ردا على التهديد الذي وجهه قائد شرطة النجف لمقاتلي جيش المهدي بالانسحاب من النجف قبل منتصف الليلة قبل الماضية. وفي مقابلة مع تلفزيون «العراقية» الذي تموله قوات الاحتلال دعا رئيس الحكومة المؤقتة في بغداد اياد علاوي، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى الحوار قائلا ان «الدولة» لن تسمح للميليشيات بالعمل خارج المؤسسات الرسمية. وفي كربلاء انسحبت القوات البولونية من مبنى المحافظة ومن مديرية الشرطة في المدينة بعد تحسن الوضع الأمني حسب ما قالته أمس الشرطة المحلية.