كيف نحمي أنفسنا من الفيضانات؟ سؤال تردد على ألسنة التونسيين بعد الامطار الاخيرة التي تضرر منها عدد كبير من أحياء تونس الكبرى. أحد الشبان الناشطين في نادي الشبان والعلم بباجة الجنوبية اهتدى مؤخرا الى نظام إلكتروني للوقاية من مخاطر الفيضانات. يعمل النظام المبتكر من طرف الشاب حمزة السالمي تلقائيا، فعندما يصل معدل الماء في السد (وادي الزرة مثلا) الى درجة معينة يقوم محرك الماء بتفريغ الكمية الزائدة في البحيرة (طبيعية أو اصطناعية). تحكم آلي ويحتوي النظام على آلة تحكم إلكترونية تتدخل آليا بمجرد الانذار الذي ترسله مجسات تحديد مستوى المياه مؤكدة أن منسوب الماء في السد وصل الى حده الاقصى ويجب توجيه الكميات الاضافية الى مكان آخر بهدف انقاذ المنطقة التي يوجد بها السد من الفيضانات، أي أن الآلة الالكترونية تشغل مضخات المياه الموجودة على مستوى السد، وتنطلق بذلك عملية »التنفيس« التي تساهم في إبعاد شبح الفيضان. وينتج عن عملية تفريغ الماء الزائد في البحيرة تكوين مخزون هام من المياه التي تعد من أهم الثروات الطبيعية. مشاريع مستقبلية ويقول الاستاذ الشاذلي رئيس نادي الشبان والعلم بنادي الاطفال سيدي فرج بباجة الجنوبية أن الفكرة بدأت تتجسم في ذهن صاحبها بعد ملاحظات ميدانية ودراسات نظرية عن كيفية عمل سد وادي الزرة، وقد لاحظنا ان المشكلة الاساسية تتمثل في الاهتداء الى ابتكار نظام عملي للتخلص من منسوب الماء الاضافي. وهكذا أمكن للشاب حمزة السالمي تنفيذ فكرته المتمثلة في توجيه الكميات الاضافية من الماء الى بحيرة قريبة من السد. وأضاف السيد الشاذلي اليزاني المشرف على عدد من الابتكارات بإمضاء شبان ينتمون الى ناديه أن النظام الخاص بوقاية المدن من الفيضانات يحقق عدة أهداف أهمها الخروج من مأزق فيضان المياه بسبب تهاطل كميات هائلة من الامطار، والحصول على ثروة مائية مصدرها الكميات الزائدة في السد. وإضافة الى هذا الابتكار الذي يمكن تجسيمه في أي لحظة من طرف السلط المعنية بمشكلة الفيضانات، قام شبان النادي المذكور بتنفيذ العديد من الافكار الجديدة مثل استغلال العناصر الطبيعية في توليد الطاقة الكهربائية وتطبيق نظام إلكتروني يتحكم في التنوير العمومي داخل المدن. كما يستعد النادي النشيط لتجسيم عدة مشاريع أخرى سنعود اليها في مقالات لاحقة.