أثار طبق كسكسي تناوله فرانسوا فيليبو القيادي في حزب الجبهة الوطنية الذي تقوده مارين لوبان، جدلا واسعا داخل الحزب، حيث تم اعتبار تناول ''الكسكسي'' انحرافا خطيرا عن توجهات ومبادئ الحزب المعادي للعرب ولثقافاتهم وتقاليدهم. وبدأت الحكاية، الأربعاء الماضي، حين نشرت كيلي بيتيش، عضو الجبهة الوطنية الفرنسية، صورة عبر حسابها على موقع تويتر، تظهر فيليبو (35 عاما) وهو يتناول طبق "كسكسي" برفقة أصدقاء له وأعضاء بالحزب، في مطعم في ستراسبورغ شرق فرنسا. وعلى الفور، تفجرت ردود الفعل الغاضبة في أوساط الحزب، وخصوصا في صفوف "الصقور"، الشق المتشدد بالحزب، ممن وصفوا فيليبو ب"الخائن" و"العميل" لأنه استمتع بتناول طبق مغاربي، و"روج لطبق غير فرنسي"، حسب موقع سكاي نيوز. ويعتبر "صقور" الجبهة الوطنية الفرنسية، أن خط الحزب بدأ يحيد عن مساره منذ رحيل مؤسسه ورئيسه السابق، جان ماري لوبان، وتسلم قيادته من قبل ابنته مارين. وأمام الجدل المتفجر، اضطر فيليبو للخروج عن صمته، وقال، في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتير" المحلية "إنه أمر محزن ومؤسف، غير أن ذلك لن يمنعني عن الاستمرار في أكل الكسكسي"، وأضاف "دعهم يتذوقون الكسكسي وسيدركون كم أن مذاقه طيب جدا". كما أثار الطبق المغاربي جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى درجة سميت القضية ب"كسكسي غايت" نسبة إلى فضيحة "واتر غايت" الشهيرة التي أدت إلى سقوط الرئيس الأميركي الأسبق ريشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي. وكتبت مجلة "لكسبراس" الأسبوعية تقول "لقد كان خيارا استفزازيا بامتياز". ووفق مصادر فرنسية، يعتقد مطلعون على الشأن الداخلي للحزب، أن "حادثة الكسكسي" كانت "متعمدة" من قبل فيليبو الذي يشغل منصب نائب لرئيس الحزب، بالنظر للضغط الذي يعيشه الأخير منذ أسابيع. وبالنتيجة، أعلن "فلوريان فيليبو" الذراع اليمنى لمارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي استقالته من منصبه كنائب لمارين لوبان، وكانت لوبان قد طلبت من فيليبو أكثر من مرّة، التخلي عن رئاسة جمعية "الوطنيون" التي أسساها منتصف شهر ماي معتبرة أن وجوده في الحزب والجمعية، يخلق نوعا من "تضارب المصالح". وكان فلوريان فيليبو، النائب في البرلمان الأوروبي عن حزب الجبهة الوطنية، قد تعرض إلى سيل من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، بعد نشر صورة له وهو في مطعم مغربي، ويتهيأ لأكل طبق من الكسكسي.