منذ أيام روى لي صديق حادثة غريبة أكدت لي سوء مسالك توزيع الكتاب التي كنت كتبت عنها مرارا قال صديق أنه اتصل باحدى مؤسسات النشر التابعة لوزارة من الوزارات للحصول على نسخة من كتابه الصادر منذ أشهر... وحين دخل المخزن فوجئ بالكم الهائل للكتب المكدّسة الغارقة في الرطوبة والغبار! إن هذه الحادثة تكشف حقيقة الروتين الاداري الذي يجعل الكتاب سجينا في المخازن ولا يستفيد منه أحد... فوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مثلا تنشر كتبا ذات قيمة عالية في مؤسساتها العلمية مثل معهد الحركة الوطنية أو النشر الجامعي أو كليات الآداب أو كليات الحقوق... لكن كل هذه الاصدارات لا توزّع بل لا تصل حتى الى الصحافة حتى تقدم هذه الاصدارات الجديدة لقرائها... وهذه الظاهرة تشمل أيضا وزارات أخرى فمنشورات الوزارات لم تدخل الى حد الآن في مسالك توزيع الكتاب وفي أحيان كثيرة لا تتوفر حتى في المكتبة الوطنية أما السوق فلا نحلم أن نراها فيه. إن إهداء الكتب الى المؤسسات وتأسيس مكتبات في المستشفيات والمبيتات الجامعية وحتى المقاهي لم لا... من بين الحلول التي تنقذ الكتاب من الفئران والرطوبة. فأن يوزّع الكتاب مجانا أفضل من أن يبقى نهبا للغيار وللفئران طالما أن الانفاق عليه كان من المال العام. فلا مبرّر لعدم الاستفادة منه حتى عن طريق الاهداءات المجانية فكل الحلول أفضل من بقائه رهين المخازن المهملة عادة.