اختارت شركة الإنتاج التلفزي "إيمار الشام" سواحل مدينة طبرقة وغابة قرية بني مطير من ولاية جندوبة (أقصى الشمال الغربي للبلاد التونسية)، لتصوير أحداث مسلسل يحمل عنوان "الواق واق"، وهو الإنتاج التلفزي الثاني لهذه الشركة التي تأسست سنة 2016. هذه الدراما التلفزية التي ستبث في شهر مضان خلال سنة 2018، تتضمن 30 حلقة. وهي من تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو. ويجسد أدوار هذا العمل نخبة من نجوم الدراما السورية هم رشيد عساف وباسم ياخور وشكران مرتجى وأحمد الأحمد ومحمد حداقي وجرجس جبارة وجمال العلي وحسين عباس وشادي الصفدي ومرام علي ووائل زيدان ورواد عليو وأنس طيارة ونانسي خوري إلى جانب الممثل اللبناني طلال الجردي. وعن اختيار تونس لتصوير أحداث "الواق واق"، أبرز مخرج العمل الليث حجو في ندوة صحفية التأمت مساء اليوم الأربعاء بأحد نزل مدينة طبرقة، أن أماكن التصوير بتونس كانت من ضمن مقترحات بقاع أخرى بكل من سوريا ولبنان، مضيفا "لكن تم في نهاية الأمر الاختيار على تونس لتوفر كامل الشروط التي تتلاءم وفرضية العمل". أما عن أحداث مسلسل "الواق واق"، فقال المخرج إنها تنطلق من غرق سفينة تقل مجموعة من المهاجرين قبالة إحدى الجزر النائية حيث وصلوا إليها بمحض الصدفة. وتتلخص فكرة "الواق واق"، وفق الورقة التقديمية للعمل، في أن "الإنسان لا يمكن أن يغير واقعه إذا لم يغير نمط تفكيره وسلوكه"، وهي فكرة يجسدها أبطال العمل الذين يتوفر لهم واقع جديد وأرض جديدة يصبحون هم أسيادها دون تخطيط مسبق، وتتاح لهم جميع الإمكانيات والظروف لبناء مجتمع مثالي من خلال ما توفره الأرض من خيرات، لكنهم رغم ذلك لا يتمكنون من السيطرة على أطماعهم الشخصية ولا من التخلص من أمراضهم الاجتماعية المتأصلة فيهم, مما سيؤدي في نهاية المسلسل إلى اهيار المجتمع بأكمله. الديكور والمنازل والاكسيسوارات بدائية منسجمة مع الحياة البدائية لشخصيات معاصرة. أما المواقف فتبدو كوميدية ساخرة، وفق ما عاينت (وات) بعض المشاهد أثناء التصوير، ولكنها كوميديا سوداء في ظاهرها هزل وفي باطنها تراجيديا لواقع الإنسان العربي الذي ظل حبيس أفكاره ولم يأب التغيير. كما يسلط مسلسل "الواق واق" الضوء على الهجرة غير الشرعية وعديد القضايا الإنسانية الكونية الأخرى كالحرية. ويحمل العمل أيضا همًّا اجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا عميقا مستشريا في الدول العربية. وترمز مختلف شخصيات العمل لحالات متفشية في المجتمع العربي كالفساد والاستبداد والفقر والجهل.