* بقلم الأستاذ محمد رؤوف بلحسن يقتل التدخين سنويا وفق احصائيات رسمية لمنظمة اليونسكو خمسة ملايين وتسع مائة ألف شخصا في العالم ويموت في كل ست ثوان شخص بسببه. أما في تونس فإن ما لا يقل عن 26 من التلاميذ والطلبة الذكور المتراوحة أعمارهم بين 10 و24 سنة تدخن و10 من الاناث. ووفق دراسة قامت بها الجمعية التونسية لمقاومة السرطان سنة 1999 وأورد الدكتور رضا الجمالي أرقاما منها في كتابه عن التدخين صرح المستجوبون من المدخنين والمدخنات أن آفة التدخين شائعة عن ابائهم بنسبة 49.9 وعند أمهاتهم بنسبة 12.6 وعند أفضل أصدقائهم بنسبة 16.7 واستنادا إلى «دلالات الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد كما يذكر الدكتور في كتابه فإنه يتم استهلاك ما يقارب 600 مليون علبة سجائر سنويا في تونس وإلى غير ذلك من الأرقام المخيفة. بعد هذا نقول ماذا ننتظر للاقلاع عن التدخين؟ وما هي اغراءات السيجارة حتى تسيطر علينا؟ غير ما تسببه من أمراض شتى تمس كل جوانب صحة الانسان. إن التدخين آفة تهددنا بأخطار كثيرة فهي سبب في اضطراب حياتنا وهي سوسة تنخر كياننا وبالتالي كيان المجتمع. إن اعتقاد بعض المدمنين على التدخين بأنه يحل مشاكلهم أو يمكنهم من الهروب منها اعتقاد خاطئ فهو على النفيض من ذلك يلقي بهم في خضم المشاكل ويبلد اذهانهم ويرمي بهم في دوامة الضياع وهو انتحار سريع لا بطيء كما شاع عند الناس يفتك بالانسان كأشد ما يكون الفتك. فإذا نحن أردنا الاستقرار في حياتنا وراحة أبداننا كان لابد أن نتوقف الآن عن التدخين وأن نتحرر من هذه العبودية المقيتة التي تكبلنا وتقضي علينا. إن الكتابة في كل ما يتعلق بالصحة أمر مهم لأن عندما تكون الصحة في عافية يتيسر سير نسق الحياة وأما إذا كانت عكس ذلك فإن دواليبها تتوقف. وعلى أهمية الكتابة في هذا الموضوع تبقى الكتب التي تتطرق إليه قليلة جدا بالقياس إلى ما ينتج في مجالات أخرى. وقياسا على آفة التدخين هناك آفات أخرى تهدد صحتنا وبالتالي فليلتحق أهل الاختصاص بالدكتور الجمالي ليطلعونا على آفات أخرى وذلك باقدامهم على الكتابة عنها والتشهير بها وابراز مضارها وأخطارها. التدخين * الدكتور رضا الجمالي * تونس 2004 الكتاب صغير الحجم لكنه بليغ المضمون أتى فيه مؤلفه على الأمور الثابتة التي يلحقها التبغ بصحة الانسان. تصدر الكتاب «اهداء ونداء» ورد في أربع فقرات تباعا: * إلى كل هؤلاء مثل بلال يوسف وياسين وقيس وأنيس... وغيرهم كثير وقد انطلت عليهم الحيلة عسى أن يتخلوا في أقرب فرصة ممكنة. * إلى هؤلاء الاخوة مثل صلاح الدين وفوزي وخالد ومختار وجمال وغيرهم كثير وقد أمكن منهم التبغ فظلت أعناقهم له خاضعة عسى أن يتدبروا الأمر ويتوفقوا إلى مافيه خيرهم وخير عيالهم وصلاح أمورهم. * إلى كل هؤلاء الأبناء الآخرين مثل محمد طه ومحمد سفيان وغازي وغيرهم وهم أطفال لم تنطل عليهم الحيلة بعد عسى ان يظلوا على هذه الحال منتبهين يقظين. * إلى كل هؤلاء البنات مثل فرح ومنال ونورة... وهن أمهات الغد عسى أن يفلحن في تربية أجيال لا يكون للتبغ عليها سلطان. «إهداء ونداء» لآذان نرجو أن تكون صاغية والكتاب في مضمونه صيحة فزع ورسالة يوجهها طبيب إلى من يدخن وإلى الناس أجمعين حتى يتبصروا خطورة التبغ على صحة الإنسان. اهتم المحور الأول من الكتاب بتقديرات عامة اشتملت على بعض الأرقام وبعض النسب المئوية للاصابات بالأمراض والموت من جراء التدخين وقد قدم المؤلف في هذا المحور أرقاما تونسية عن نسبة المدخنين في مختلف شرائح المجتمع وعن الأضرار التي تلحق بهم جراء التدخين الخ... وقدم أيضا بسطة عن آفة التدخين في البلدان الفقيرة وعن خطورة السيجارة على الشرايين في حين اهتم المحور الثاني بالأجهزة الحيوية عند الإنسان ومختلف تأثيرات التبغ عليها. ويعني بالأجهزة الحيوية القلب والجهاز التنفسي والدماغ والجهاز العصبي. أما المحور الثالث فقد أفرده المؤلف إلى الأجهزة الحساسة المتمثلة في الحواس الخمس والبشرة والحساسية والباءة والانجاب ومدى تأثير التبغ عليها. وتطرق المحور الرابع إلى مختلف السرطانات ومساهمة التدخين في اذكاء جذوتها واهتم المحور الخامس بمسألة التدخين السلبي ومضاره واستعرض المحور السادس الفئات الأكثر تأثيرا بمضار التدخين. المحور السابع اعتنى بالجوانب النفسية ودور التدخين في مختلف الاضطرابات النفسية. واعتنى المحور الثامن بمسألة الاقلاع عن التدخين وقدم المحور الذي يليه جملة من النصائح للوصول إلى تحقيق ذلك. أما المحور العاشر والأخير فقد تضمن جملة من الملاحق من بينها قصيدة «التدخين» لمؤلف الكتاب نفسه. قراءات في النص الشعري القديم * تنسيق مبروك المناعي وعلي الغيضاوي * دار المعلمين العليا 2004 يضم الكتاب بين دفتيه نصوصا كان قدمها أصحابها خلال ندوة نظمتها كل من دار المعلمين العليا وكلية الآداب بمنوبة يومي 24 و25 أفريل 2003 ودارت أشغالها على محور كما يدل ذلك العنوان «قراءات في النص الشعري القديم». والندوة كما ورد في تقديم الكتاب وفاءا للأستاذ محمد عبد السلام من قبل المؤسستين التعليميتين لأنه تولى التدريس بكلتيهما واضطلع بإدارة دار المعلمين وعمادة كلية الآداب. وقبل أن ندخل عمق النصوص التي حواها هذا الكتاب لابد أن نشير إلى أن السفر احتوى على «مسار حياة محمد عبد السلام ومختلف مراحلها وعلى نص آخر للأستاذ جمعة شيخة تحدث فيه عن محمد عبد السلام وصلته بالبحث العلمي وبالاضافة إلى ذلك تضمن الكتاب النص الكامل للدرس العمومي الذي ألقاه محمد عبد السلام بكلية الآداب بمنوبة في 18 سبتمبر 1993 وكان عنوانه «صفة الطلول بلاغة القدم». أما بقية النصوص المقدمة في الندوة فإننا نقرأ نصا للأستاذ محمد الهادي الطرابلسي بعنوان «ما تحتمله القصيدة» وقد صرف عنايته إلى «هندسة الشكل فيها وما يترتب عليها من توجيه لموضوعها العام أو الغرض فدرس هيئات المباني في علاقتها بنظام المعاني». النص الثاني الذي ورد تحت عنوان «الشعر وأيام العرب» فقد ألفه محمد القاضي وانتهى فيما انتهى إليه إلى «ملاحظة تحتاج إلى مزيد تعمق هي أن علاقة أيام العرب بالشعر لا يمكن أن تفهم من خلال الوظيفة الابلاغية أو المرجعية بل يتعين علينا أن نفهمها في ضوء الوظيفة الفنية أو الجمالية. أما النص الثالث «الشعر والأمثال في التراث العربي» فقد كتبه صالح بن رمضان وتعرض فيه إلى صلة الشعر بالأمثال في الفضاء الأدبي القديم وفي السرديات الشعرية». النص الرابع كتبته بسمة نهى الشاوش واهتمت فيه بالصورة في شعر الوصف الجاهلي فأتت على مفهومها وعناصرها ووظيفة الصورة المتحركة. أما النص الخامس فقد أقدم فيه عبد اللّه صولة على تحليل عينية أبي ذويب التي مطلعها: أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمتعب من يجزع وقد تلى هذا النص نص آخر حلل فيه علي الغيضاوي «رائية عمر بن أحمر الباهلي وتعرض بعده أحمد الخصخوصي إلى مقومات التأثير في نسيب جرير من خلال قصيدة «بان الخليط» وأبدى فيما بعد حمادي صمود ملاحظات في بنية النص الجامعة من خلال قصيدة أبي نواس «صديقه الروح» وتعرض مبروك المناعي إلى ما أسماه «حجة الشعر وذلك من خلال قراءته لقصيد أبي نواس الشهير «دع عنك لومي» وحاول محمد عجينة من جهته الوقوف على الشعري والأسطوري في ديوان أبي نواس وإشكالية العلاقة بينهما وعلى الرمزية الأسطورية للخمر في فضاء القصيدة الخ..». واهتمت حسناء بوزويتة الطرابلسي بالمعلقات الأندلسية وهي تلك القصائد المنقوشة في قصور الحمراء بغرناطة وحاولت ابراز معانيها ومعاني رموزها وإشارتها. وبحث بعدها سليم ريدان الأبعاد في زخارف التوشيح وذلك من خلال دراسة موشح «من طالب» لابن بقي. وتعرض محمد النويري إلى «حجاجية الاستعارة» ودرست نور الهدى باديس النويري «المفاضلة بين الشعور والنثر وذلك من خلال قراءة في «مقدمة كتاب الحيوان» للجاحظ. وتحدثت فاتن حسني العياري في نصها عن مقتضيات انتاج النص من النص وذلك من خلال الوشي المرقوم في حل المنظوم «لضياء الدين بن الأثير». أما النص الأخير الذي تضمنه هذا الكتاب فقد تحدث عن دلائلية التمثيل النحوي ومعالجة الأصول النظرية وقد كتبه المنصف عاشور. فهرس المذكرات والأطروحات في القانون الدولي المعدة في الجامعات التونسية 1960 2002 * اعداد جماعي تحت اشراف فرحات حرشاني * مركز النشر الجامعي 2004 يقدم الأستاذ فرحات حرشاني التأليف بما يلي: في غياب فهرس مركزي وطني للأطروحات والرسائل التي وقعت مناقشتها في الجامعات التونسية يأتي هذا الفهرس ليملأ فراغا وييسر عمل الباحثين منتمين إلى الجامعة أو غير منتمين. ويواصل وهو «فهرس لا يقتصر على تقديم هذه الرسائل والأطروحات بعناوينها فقط ولكن يضيف إلى ذلك مع كل عنوان تصميم البحث حتى يتمكن الباحث من الوقوف على المسائل المدروسة فيه والطريقة التي وقعت معالجتها بها. ينقسم هذا الفهرس إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول يعد تصنيفا بأسماء المؤلفين وتتضمن كل جذاذة من هذه الجذاذات فهرس لمحتويات الأطروحة أو الرسالة. أما الجزء الثاني فهو يقدم تصنيفا وفق الكلمات المفاتيح وبإمكان مستعمل الفهرس وبالتالي العثور على عنوان واحد مدرج تحت عديد الكلمات المفاتيح وذلك وفق المسائل الهامة التي تناولها المؤلف بالدراسة. الجزء الثالث ورد في شكل كشاف للكلمات المفاتيح التي وقع على منوالها التصنيف. وانطلاقا من هذا التصنيف يمكن القول ان عمل هؤلاء الذين أعدوا الفهرس ليس عملا توثيقيا فقط وإنما هو عمل بحث يقتضي دراية واسعة بالقانون الدولي وبمقتضياته.