قال وزير الشؤون الدينية احمد عظوم اليوم الأحد، ان " العالم في حاجة اليوم الى قيمة الرحمة كقيمة كونية انسانية لمحاربة التطرف والعنف"، مضيفا ان اشغال الندوة المولدية المنعقدة بالقيروان ابرزت طيلة يومين أهمية هذه القيمة التي يجب على الائمة الخطباء والوعاظ والاعلام وكل افراد المجتمع العمل على ترسيخها. واكد عظوم في اختتام الدورة 45 للندوة المولدية الدولية التي انعقدت بمدينة القيروان يومي 25 و 26 نوفمبر 2017 تحت عنوان "الرحمة في السّنة النبوية الشريفة : تجلياتها الإنسانية ودلالاتها الحضارية" ان ماحدث يوم الجمعة في مصر من قتل للابرياء يؤكد على ضرورة نشر قيم الرحمة والمحبة لبناء الشخصية المسلمة المعتدلة المتوازنة ولمعالجة الافكار المتطرفة، مشيرا الى ان الاسلام رسالة معتدلة ووسطية تخاطب كل العالم وتنشر المحبة والتقارب بين المسلمين وغيرهم. وبين مدير المعهد الاعلى للشريعة بجامعة الزيتونة الدكتور الهادي شورو في مداخلة بعنوان "الرحمة النبوية والرد على مواقف المستشرقين"، ان العديد من الدعائم التي استند عليها المستشرقون في مراجعهم وكتبهم ليست صحيحة. وافاد ان هؤلاء المستشرقين يتشابهون في جملة من الخصائص منها انهم يدعون ان "محمدا بشر ولم يوح اليه وان النص القراني ليس بوحي بل انه نُسب اليه " كما انهم يعتبرون انه "لا شيء مقدس في الاسلام وان كتب الحديث والسنة لا مصداقية علمية لها حتى انهم طعنوا في صحيحي البخاري ومسلم وكل كتب الحديث". ومن جانبه اوضح الاستاذ المحاضر في المعهد العالي لاصول الدين الدكتور نور الين الجلاصي في دراسة نقدية بعنوان "الرحمة بدل "جئتكم بالذبح" ان هذا الحديث أسيء فهمه، حتى باتت منطلقا للادعاءات الباطلة ولفكر العنف والقسوة في حين ان الدين الاسلامي دين اللطف والرحمة كما ان الرسول جاء رحمة للعالمين و ليس نقمة معتبرا ان رواية هذا الحديث (جئتكم بالذبح) تخالف المنطق والقران والسنة النبويه الشريفه. واعتبر الاستاذ الباحث علي العلايمي من جهته في مداخلة حول " الابعاد الكونية للرحمة النبوية " ان الدين الاسلامي هو دين الرحمة والوسطية والاعتدال وبعيد عن كل مظاهر العنف والاعتداء كما كان الرسول الكريم رحيما في امته وينشر هذه القيمة بين الديانات جميعا.