قال المدعي الفيدرالي الأميركي في نيويورك، أمس الاثنين، إن اتصالات بدأت، عن طريق وزارة الخارجية الأميركية، لنقل إرهابي ألماني، من فرنسا إلى الولاياتالمتحدة لمحاكمته. قال ذلك رغم أن الحكومة الفرنسية قالت، في الأسبوع الماضي، إنها ستحاكم الإرهابي في فرنسا بتهم جديدة. وقالت أمس صحيفة «نيويورك بوست» إن الحكومة الأمريكية صارت تعد الإرهابي «واحدا من أهم الإرهابيين المعاصرين... قليل منهم كان مقربا من بن لادن مثله». كان كريستيان غانزارسكي (51 عاما) أدين في فرنسا بتهمة التواطؤ في الاعتداء على معبد جربة اليهودي في تونس، في عام 2002، الذي قتل فيه نحو 20 شخصا. وكان سقوط قتيلين فرنسيين ضنهم هو الذي دفع بالحكومة الفرنسية لاعتقاله ومحاكمته. وكان غانزارسكي، وهو من أصل بولندي، اعتنق الإسلام قبل نحو 16 عاما، وكان المسؤول عن صيانة وتشفير شبكات اتصال تابعة لتنظيم القاعدة. في عام 2003 اعتقلته الشرطة الفرنسية. وحاكمه القضاء الفرنسي في عام 2009 بالسجن 18 عاما. وكان مقررا أن يرسل إلى الولاياتالمتحدة، لكن وجهت إليه الحكومة الفرنسية تهما جديدة، مما قد يعرقل نقله إلى الولاياتالمتحدة. في الأسبوع الماضي، هاجم غانزارسكي حراسا في سجن «فاندان لو فييه» في فرنسا، واستخدم مقصاً وشفرة حلاقة، وأصاب 3 منهم بجروح طفيفة. ثم مثل أمام قاض في باريس وجه إليه تهمة محاولة الاغتيال. يعني هذا إدانته مجددا، وبداية محاكمته مرة أخرى، وبالتالي إرجاء نقله إلى الولاياتالمتحدة. في الأسبوع الماضي، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المدعي الفيدرالي الأميركي في نيويورك اتهمه بعضوية تنظيم القاعدة، وتعاونه مع بن لادن وآخرين في التنظيم في عام 2000، وبأنه قدم دعما لوجيستيا للتنظيم، وكان يعلم بالتحضير لهجوم على نطاق واسع قبل هجمات سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن. ونفذ هجوم تونس عام 2002 إرهابيون منتمون إلى تنظيم القاعدة. حملوا شاحنة لنقل الغاز الطبيعي بكمية من المتفجرات. وتخطت الحافلة الحواجز الأمنية في كنيس يهودي بجزيرة جربة يعود تاريخ بنائه إلى عام 566 قبل الميلاد. انفجرت الشاحنة أمام الكنيس، وأدى الانفجار إلى قتل نحو 20 شخصاً؛ منهم 6 ألمان و6 تونسيين وفرنسيين، وجرح ما يزيد على 30 شخصا. في وقت لاحق، اعتقل 5 أشخاص في إسبانيا للاعتقاد بأنهم مولوا الهجوم. ثم اعتقل غانزارسكي لعلاقته بالتفجير. في حدث له صلة، قالت أمس الاثنين إذاعة «إن بي آر» الأميركية إن حراس كثير من السجون في فرنسا أضربوا احتجاجا على عدم حماية الحكومة لهم حماية كافية ضد اعتداءات السجناء. وأشاروا إلى ما فعل غانزارسكي في الأسبوع الماضي عندما اعتدى على بعض حراس السجن الذي يعتقل فيه.