التقت بعثة عسكرية امريكية أمس اعيان مدينة الفلوجة العراقية ووعدت بمنح مساعدة لاعادة اعمار المدينة «الثائرة» التي دمرتها عملية عدوانية واسعة للمارينز في أفريل الماضي... ورغم فرح السكان بالمساعدات المالية التي وعد بها الامريكان الا ان الوضع في الفلوجة مازال متوترا بعد تهديد جنرال امريكي باجتياح المدينة من جديد... وقد دخلت 11 عربة أمريكية امس مدينة الفلوجة وكانت مسبوقة بأربع سيارات شرطة تحمل العلم العراقي. والتقى الضباط الامريكيون لمدة ساعتين ونصف الساعة أعيان المدينة وقائد لواء الفلوجة الجنرال محمد لطيف المسؤول عن الامن في المدينة منذ انسحاب المارينز في 30 أفريل الماضي... وعود... وتهديدات وحول الفلوجة لم يتغير المشهد العام كثيرا بما ان آليات المارينز وخصوصا الدبابات مازالت تحاصر البلدة وتراقب حركة الدخول الى المدينة والخروج منها رغم الانسحاب المسجل عند المدخل الشرقي. بل ان الزيارة التي تخللها اعلان رسمي عن احتمال تقديم الامريكيين مساعدة ب85 مليون دولار وبدء اعادة البناء وصرف التعويضات، لم تضع حدا لقلق السكان... واشتد هذا القلق منذ مساء السبت حين قال الجنرال الامريكي مارك كيميت ان الجيش الامريكي لم يحقق اهدافه في الفلوجة ولم يستبعد عودة المارينز الى المدينة. واستغرب المسؤول العسكري الامريكي (نائب قائد العمليات لقوات الاحتلال) ما أسماه عدم اهتمام القوات العراقية للقبض على قتلة الامريكيين. وتحدثت تقارير متطابقة عن نزوح جماعي للعائلات من الفلوجة خوفا من هجوم امريكي جديد. ويتوقع مراقبون ان تقوم قوات الاحتلال بمهاجمة للفلوجة قبل الثلاثين من جوان الجاري تاريخ تسليم السلطة للحكومة العراقية المؤقتة، كما رجحت مصادر مطلعة ان تقوم قوات الاحتلال بعمليات استفزازية قرب الفلوجة تمهيدا للمعركة القادمة. ويبدو ان المحادثات التي جرت امس بين اعيان الفلوجة والبعثة العسكرية الامريكية التي التقت ايضا قائد لواء الفلوجة محمد لطيف ستحدد مستقبل المدينة الثائرة والتطورات المحتملة باتجاه الانفراج او الانفجار. ولم ترد أي أنباء عن أي اتفاق لايقاف قتلة الامريكيين الاربعة في 31 مارس الماضي باعتبار ان الايقاف يشكل المطلب الرئيسي لقوات الاحتلال التي لم تقل انها تخلّت عنه. وفي غياب مثل هذا الاتفاق يكون الانسحاب الجزئي للقوات الامريكية من المدخل الشرقي للفلوجة مجرد انسحاب تكتيكي خاصة بعد ان كان الجنرال الامريكي مارك كيميت قال السبت الماضي ان قواته تحتفظ بحق اللجوء الى كل الوسائل العسكرية لحل مشكل الفلوجة. وجاء دخول البعثة العسكرية الامريكية للفلوجة ولقاؤها مع اعيان المدينة والجنرال محمد لطيف عقب اجتماع للقيادة العسكرية الامريكية في العراق عقد في نهاية الاسبوع الماضي وخصص لما تسميه قوات الاحتلال بمشكل الفلوجة. ورجحت مصادر متطابقة ان تكون البعثة العسكرية الامريكية قامت بابلاغ اعيان الفلوجة بالقرارات التي تم اتخاذها في ذاك الاجتماع أو على الأقل بجزء من هذه القرارات.