تستعد القوات الأمريكية حاليا لاقتحام مدينة الفلوجة فيما يعدّ خرقا للهدنة التي تم توقيعها مع زعامات المدينة في أواخر أفريل الماضي، وفق ما ذكرته مصادر أمريكية وبريطانية مطلعة. وحسب المصادر ذاتها فإن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أصدر أوامره في نهاية الأسبوع الماضي إلى قائد قوات الاحتلال في العراق ريكاردو سانشيز بتوجيه انذار أخير إلى أهالي المدينة بتسليم «المطلوبين» في مهلة تنتهي غدا الخميس وإلا فإن القوات الأمريكية ستدخل بنفسها المدينة لاعتقالهم. وكانت مدينة الفلوجة قد شهدت في مطلع أفريل الماضي معارك ضارية بين القوات الأمريكية وأهالي المدينة مما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من العراقيين معظمهم من المدنيين. وقد تم على اثر ذلك الاعلان عن هدنة بين الطرفين من خلال تشكيل «لواء الفلوجة» الذي خلف قوات «المارينز» في المدينة.. لكن يبدو ان هذه الهدنة في طريقها نحو الانهيار «مرة أخرى حيث يحضر الأمريكان لاجتياح المدينة بذريعة اعتقال من يعتبرونهم ب»المطلوبين» لديهم، وفق ما ذكرته مصادر أمريكية وبريطانية مطلعة. **اقتحام الفلوجة؟ ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن هذه المصادر قولها ان القوات الأمريكية تستعد حاليا لاقتحام الفلوجة فيما يعدّ انتهاك للهدنة الموقعة مع زعامات المدينة في موفى أفريل الماضي. وذكرت المصادر ذاتها ان 2300 جندي أمريكي معززين بمائة وعشرين دبابة وعشرات الآليات و25 مقاتلة وناقلة جند مدعومة بمقاتلات جوية من طراز «أف 15» و»أف 16» يستعدون حاليا للعودة إلى خطط اقتحام الفلوجة. وأشارت المصادر إلى ان هذه القوات الأمريكية المدعومة أيضا بقوات عراقية من بينها قوات من البشمركة تحضر لاجتياح المدينة لاعتقال المقاتلين الذين تطالب بهم واشنطن. وتزعم القوات الأمريكية ان 25 مسلحا مطلوبا لديها من بينهم من مثلوا بجثث أربعة مقاولين أمريكيين قيل انهم تابعون ل»السي.اي.ايه» وستة من قادة المقاتلين تنعتهم ب»الارهابيين» موجودون داخل الفلوجة. **أوامر رامسفيلد ونسبت الصحيفة الكويتية في هذا الاطار إلى مصدر في الكونغرس الأمريكي قوله ان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الذي رفض طويلا وقف المعارك في المدينة قبل تخليصها ممن يصفهم ب»الارهابيين» أصدر السبت الماضي أوامره لقائد قوات الاحتلال في العراق ريكاردو سانشيز بتوجيه انذار أخير إلى أهالي المدينة و»لواء الفلوجة». ويقضي «انذار» رامسفيلد هذا بتنفيذ شرط تسليم المطلوبين الخمسة والعشرين في المدينة في مهلة تنتهي غدا الخميس وإلا فإن القوات الأمريكية ستدخل بنفسها لاعتقال هؤلاء «المطلوبين». وقال النائب الأمريكي الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه ان قيادة الجيش الأمريكي في العراق فتحت ثلاثة معابر بموجب اتفاق الهدنة مع أهالي الفلوجة لانهاء مهمة «تنظيفها» ممن تصفهم بفلول النظام العراقي السابق و»المقاتلين الغرباء». وأشار النائب الأمريكي إلى ان أولها هو توجيه الانذار بوجوب تسليم المطلوبين الخمسة والعشرين لدى القوات الأمريكية.
