يوم الجمعة الماضي هاتفني السيد النوري عبيد نائب رئيس اتحاد الناشرين للردّ على ما جاء في حوار القاصة حياة الرايس التي قالت ان الناشرين نهبوا الكتّاب طويلا. رد السيد النوري عبيد كان هادئا بل كان اقرب الى الاستفسار منه الى الرد اذ طلب معرفة تفاصيل ما حدث لحياة الرايس مع الناشرين لتتخذ الهيئة الاجراءات اللازمة. هذه هي المرة الاولى تقريبا التي يثار فيها موضوع من هذا التفاعل الايجابي الذي تفتقر اليه الحياة الثقافية القائمة على حوار الصم... حوار لا احد فيه يسمع الآخر بل كأن كل واحد يتحدث مع نفسه دون ان يضع في اعتباره اي قدر للآخر. وكم تحتاج الحياة الثقافية الى الجدل والردود والتفاعل الذي لا يفسد للود قضية لكننا اعتدنا للاسف على ان تكون الردود شفوية في كواليس المقاهي ولا اتذكّر ان واحدا من الكتّاب التونسيين وعد برد حول موضوع استفزه وأوفى بما وعد به. فاعتدت سماع ملاحظات حول الكثير مما ينشر في «شروق الابداع» لكن هذه الملاحظات لم تترجم الى مقالات وردود جادة وجدية اذ ان النقد والردود عندنا مازالت ردودا شفوية لم ترق الى مستوى الفعل الثقافي. فلا شيء يمكن ان يحرّك سواكن الحياة الثقافية اكثر من الجدل الذي نفتقر اليه وكأن الكتّاب يخافون النقد ويهربون منه!