استمرت أمس الهجمات ضد المتعاونين مع قوات الاحتلال الأمريكي بعد أن كانت قد شهدت تصعيدا خلال نهاية الأسبوع وتحديدا ضد مراكز الجيش والأجهزة الأمنية في محيط بغداد أساسا... وتعرضت القوات الأمريكية في الوقت ذاته لمزيد من العمليات من جانب المقاومة فيما بدا أن الهدنة في النجف والكوفة قد تنهار في أي لحظة. ووقعت احدى أكثر الهجمات «اثارة» ضد القوات العراقية المتعاونة مع الأمريكيين يوم السبت الماضي في قضاء «المسيب» (70 كيلومترا تقريبا جنوبي بغداد).... **حرب شاملة على المتعاونين واستحق الهجوم وصف «المثير» لأن منفذيه كانوا متنكرين في زي الشرطة وهاجموا مركز الشرطة في هذه البلدة. ودخل المهاجمون الى المركز بشكل عادي وأطلقوا النار مما أدى الى مقتل عدد من عناصر الشرطة وقاموا بتجميع آخرين في زنزانة ثم فجروها حسب بعض الروايات. وأوقع الهجوم في المجموع 13 قتيلا و10 جرحى على الأقل حسب آخر حصيلة. وغداة هذا الهجوم الذي انسحب منفذوه الذين كانوا يستقلون سيارتين انفجرت سيارة مفخخة قرب مركز للتجنيد تابع للجيش العراقي على مقربة من قاعدة أمريكية في منطقة التاجي شمالي بغداد. وأدى التفجير الى قتل 6 أشخاص وجرح نحو 70 آخرين. وقتل في اليوم ذاته شرطيان في قضاء «الطوز» قرب تكريت وفي الموصل كان بريطاني يعمل في الحراسة الأمنية قد لقي مصرعه في حين جرح 3 آخرون السبت الماضي في كمين للمقاومة. وقبل ذلك بساعات كان بولونيان وأمريكيان قد قتلا أيضا في كمين مماثل على الطريق المؤدي الى مطار بغداد. وتبنت جماعة «أبو مصعب الزرقاوي» الهجوم وقالت أنها قتلت 8 من أفراد المخابرات الامريكية وفي مدينة الصدر ببغداد كان مقاتلو جيش المهدي قد فجروا أول أمس مركزا للشرطة العراقية بعد أن غادره الأمريكيون وقالت انها قتلت 8 من أفراد المخابرات الأمريكية. وامتدت أمس العمليات ضد المتعاونين مع قوات الاحتلال الى مدينة بعقوبة حيث وقع انفجار في منزل مترجم عراقي يعمل لحساب جيش الاحتلال الأمريكي. وأدى الانفجار الى جرح ابن المترجم وبالتوازي مع هذه العمليات استمرت هجمات المقاومة موقعه مزيدا من القتلى والجرحى الأمريكيين. ولقي أول أمس جندي أمريكي مصرعه وجرح آخر في قصف بمدفعية الهاون على قاعدة أمريكية قرب بغداد في حين أعلن أمس الجيش الأمريكي عن وفاة احد جنوده اثر مصاعب في التنفس. وقتل أمس عسكري أمريكي واصيب آخران قرب بلدة الإسكندرية جنوبي بغداد حين تم تفجير عبوة ناسفة في آلية أمريكية. **الهدنة في خطر وتواصل أمس الهدوء في النجف والكوفة في ظل الهدنة المؤقتة السارية منذ مساء يوم الجمعة الماضي ويفترض أن تكون قد انتهت الليلة قبل الماضية المهلة المحددة لمقاتلي جيش المهدي لتسليم اسلحتهم ومغادرة المدينة. وكان قائد شرطة النجف غالب الجزائري قد ذهب أول أمس الى حد التلويح ب»ابادة» رجال جيش المهدي اذا لم يلتزموا بهذين الشرطين بحلول الليلة الماضية وحسب قول المسؤول الأمني ذاته فإن عدم قيام المقاتلين الموالين لمقتدى الصدر بتسليم أسلحتهم والانسحاب من المدينة بحلول الليلة الماضية يعني أن الهدنة لم تعد قائمة. وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد اعتبر السبت الماضي أنه فرض الهدنة على جيش المهدي بقوة السلاح. ووفق المصدر ذاته فإن حوالي الف عنصر من جيش المهدي قد استشهدوا منذ بدء القتال ضد الأمريكيين في المدن الشيعية الوسطى والجنوبية قبل نحو شهرين. لكن هذه الحصيلة تبدو مبالغا فيها الى حد كبير باعتبار أنها تعتمد على البيانات الأمريكية التي تروج لهزيمة جيش المهدي. وفي الكوفة التي يسودها أيضا الهدوء منذ نهاية الأسبوع ، أصيب أمس حوالي 10 أشخاص اثر انفجار في جامع الامام علي في المدينة. وأكد مكتب الشهيد الصدر في المدينة أن الانفجار ناجم عن تماس كهربائي موضحا أن ما حدث لا يؤثر على الهدنة السارية. ونجم الانفجار تحديدا عن مواد كيمياوية تستخدم في اصلاح الجامع وادى حسب آخر حصيلة الى مقتل شخصين وجرح 9 آخرين.