يستعد معهد بورقيبة للغات الحية احتضان ما يزيد عن 700 طالب أجنبي من حوالي 30 بلدا أجنبيا من أوروبا وآسيا وافريقيا، وذلك في اطار تنظيم الدورة 40 لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. ويؤكد مدير هذه الدورة والكاتب العام لمعهد بورقيبة للغات الحية (Institut Bourguiba des Langues Vivantes) السيد المولدي بن عمارة ان ادارة المعهد بدأت تتقبل مطالب التسجيل في هذه الدروس الصيفية التي تنطلق من يوم 3 جويلية الى 31 من نفس الشهر. يقول : «الى حدود هذه اللحظة وصلنا حوالي 400 مطلب تسجيل من 30 دولة أجنبية مختلفة عن طريق شبكة الانترنات وعبر موقع الواب الخاص بالمعهد ومن المتوقع ان يصل عدد المسجلين الى اكثر من 700 (طالب) وهذا الرقم يؤكد مدى الاشعاع الذي اصبح يحظى به المعهد وسمعته التي تجاوزت الحدود وهو اشعاع دفع بالعديد من مؤسسات جامعية عالمية الى ابرام اتفاقيات مع المعهد (اتفاقيات مع مؤسسات جامعية ايطالية في ميلانو ونابولي.. وأخرى مع مؤسسات جامعية اسبانية). **لماذا اللغة العربية بالذات؟ وعن أهم الأسباب التي تدفع بهذا العدد المرتفع من الاجانب لدراسة اللغة العربية يوضح السيد مولدي بن عمارة (مدير الدورة 40) ان هذا الحرص على دراسة اللغة العربية يعود لاعتبارات عدة أهمها ان بعض هؤلاء الطلبة ممن يرغبون في القيام ببحوث في مواضيع مختلفة تمس من قريب او من بعيد عالمنا العربي الاسلامي وقد لا يتسنى لهم تحقيق ذلك ما لم يقدموا على دراسة اللغة العربية. الى ذلك بعض هؤلاء الطلبة الأجانب من يستعدون للعمل بشركات أجنبية لها مصالح اقتصادية بالمنطقة العربية (الاستثمار المباشر في المنطقة) وهو ما يحتم عليهم معرفة اللغة العربية دون ان ننسى ان هذه اللغة أصبحت لها مكانتها بين مختلف لغات العالم الاخرى. واضافة الى هؤلاء الأجانب فإن من بين الدارسين من أبناء جاليتنا التونسية المقيمة بالخارج والتي تسعى الى تدريسهم لغة الضاد وترسيخ وتنمية روح الثقافة العربية الاسلامية فيهم». **محتوى متنوع الى جانب تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها والتي ستتواصل على شهر كامل في فترة صباحية من الساعة الثامنة الى الساعة 12 صباحا تسعى ادارة المعهد الى توفير أنشطة ثقافية تكميلية أخرى، ففي مقر المبيتين اللذين سيحتضنان الطلبة الاجانب (المبيت الجامعي فطومة بورقيبة ومبيت هارون الرشيد) سيكونان مسرحا لعدة ورشات، ورشة الشعر والالقاء، ورشة الرقص الشرقي، ورشة الخط العربي ورشة المسرح، ورشة الموسيقى وورشة الطبخ. الى جانب عرض أشرطة سينمائية تونسية وزيارة بعض المتاحف (متحف باردو، الآثار الرومانية بقرطاج) والقيام برحلات مختلفة الى اكثر من منطقة سياحية كل ذلك من أجل ترسيخ روح الثقافة التونسية وتقريبها الى هؤلاء الطلبة الذين سيسعون في اخر يوم من الدورة الى تجسيد ما تلقوه في الورشات. **دورة جديدة في مختلف الولايات ادارة معهد بورقيبة للغات الحية تسعى هذه السنة الى تنظيم دورة في تعليم اللغة الفرنسية واللغة الانقليزية ستتواصل هي الاخرى على مدى شهر تقريبا من 5 جويلية الى 30 جويلية 2004 وهي دورة تعليم موجهة الى تلاميذ المعاهد لتمكينهم من تعميق معرفتهم في مثل هذه اللغات الحية. يذكر ان هذه الدورة ستنظم للمرة الثانية وستشمل هذه السنة خمس ولايات (تونس، صفاقس، سوسة، نابل وقفصة) وينتظر تعميمها في قادم السنوات.