فكرة برامج هواة الغناء مثل «ستار اكاديمي» و»سوبر ستار» و»نادي النجوم»، ليست جديدة وقد بدأ انتاج هذه النوعية منذ عشرات السنين، ففي تونس مثلا شاهدنا الكثير من البرامج التي تخرج منها كبار الفنانين التونسيين اليوم، مثل «نادي المواهب» و»مواهب على السلم» الى أن وصلنا الى «طريق النجوم». الجديد في برامج المواهب «المعولمة» انها لم تعد تركّز على قيمة الاصوات، وقدرتها وكفاءتها في الاداء، بل هي تسعى الى الانخراط في الموجة الجديدة التي تحمل عنوان «تلفزيون الواقع» وما يوفره من امكانيات لتمرير الافكار المستودة والترويج لانماط حياتية غريبة عنا. **حيلة هذه البرامج لها دور معلوم، وبعثت من اجل تقديم خدمات مطلوبة من الاعلام العربي اليوم، لا علاقة لها بخدمة الفن. وعلى الرغم من وضوح هذه المعطيات فان الكثير من الاصوات التونسية الباحثة عن الشهرة والنجومية انطلت عليها «الحيلة» وراحت تلهث وراء «ستار اكاديمي» و»سوبر ستار» و»ستار كلوب» وغيرها، مثل آمنة فاخر وريم النقاطي وعبير النصراوي، وأحمد الشريف وبهاء الكافي ووفاء بوكيل. ولنا ان نتساءل ماذا حقق هؤلاء من هذه المشاركات؟ وما هي الاضافة التي تحققت لهم؟ لا شيء يذكر، اذا استثنينا مرور بهاء الكافي واحمد الشريف الى نهائيات «ستار اكاديمي» وهي خطوة لا تمثل شيئا في مسيرة مطرب. **احباط بالنسبة للبقية، فإن الاحباط هو الثمن لسعيهم المحموم في اتجاه هذه المنوعات / الحلم، وقد كشفت الفنانة عبير النصراوي ما يحدث في كواليس هذه البرامج، والالاعيب التي يتوخاها المشرفون على التأطير، وكيف يتم اقصاء فلان وتمرير فلانة، وإذا كانت عبير انسحبت من برنامج «سوبر ستار» بعد ان عبّرت عن هذا الموقف مباشرة لاعضاء اللجنة، فإن المطربة ريم النقاطي تم طردها من ذات البرنامج بطريقة تعسفية ولأسباب لا علاقة لها بالفن. ونحن هنا نتساءل لماذا اقدمت ريم على هذه الخطوة؟ فقد سبق لها ان شاركت في برنامج «طريق النجوم» وكانت احدى نجمات هذه المنوعة، وقد بدأت فعلا في تحقيق حضورها في الساحة وافتكاك مكانتها فيها، لكن عوض ان تدعم خطواتها وتدخل مجال الانتاج، قامت بخطوة الى الوراء وعادت الى نقطة الصفر، وعليها الآن ان تنطلق من جديد لكن بمعنويات مهزوزة. **علّوش زميلتها آمنة فاخر أيضا كانت من خريجات «طريق النجوم» وقامت بنفس الخطوة لكنها عادت أيضا بخفي حنين، فهذه المطربة كانت في حاجة الى ان تعتني اكثر بصوتها وصقل موهبتها، وتدعيم ما تمتلكه من نقاط قوة، لكنها تجاهلت كل هذا وراحت تلهث وراء نجومية زائفة، فكانت الحصيلة سلبية الى اقصى حد. الغريب ان الكثير من الشباب مازال يحلم بتحقيق الشهرة والنجومية الى حد ان احدى الفتيات باعت «علوش العيد» لتوفر بعض المال يساعدها على اقتناء تذكرة سفر تخول لها المشاركة في احد هذه البرامج الواعدة بالنجومية الزائفة. الرابح الوحيد من هذه برامج «ستار اكاديمي» و»سوبر ستار» و»ستار كلوب»، هي الجهات المنظمة التي تستغل الاصوات المشاركة أبشع استغلال، وتتحصل على عائدات مالية خيالية من الاتصالات الهاتفية، ومن اللقطات الاشهارية. فهل فهمت الاصوات التونسية الدرس، وبحثت عن الطريق الصحيح لتحقيق الشهرة والنجومية.