الزواج عبر شبكة الانترنات من أكثر المواضيع إثارة للجدل داخل المجتمعات العربية خاصة لكن الخصوصية الثقافية لهذه المجتمعات من ناحية، وفشل بعض التجارب من ناحية أخرى جعلت الكثير من شبابنا لا يكتمون غيظهم إزاء ظاهرة الزواج عبر الانترنات. «الشروق» رصدت آراءهم وكشفت بالاستناد الى بعض الاخصائيين النفسانيين الاسباب التي تدفع ببعضهم الى الاستنجاد بالشبكة. كل من تحدثنا معهم من التونسيين يرفضون هذه الظاهرة ويستنكرونها. وليد شاب في 19 سنة من عمره يعتبرها ظاهرة دخيلة نتاج الانفتاح على الثقافات الاخرى بل هو يجزم الزواج بهذه الطريقة هو زواج ميت وفاشل. الآنسة عسيلة الحاج عيسى وهي شابة تدرس باحد معاهد التكوين تعتبره تجربة غامضة تنطويعلى مخاطر كبيرة وهو ما يجعل امكانات فشل هذا الشكل من الزواج تتضاعف «نسبة فشل الزواج عبر الانترنات تصل الى حوالي 90 واقسم أنها ظاهرة أكثر من سلبية في مجتمعنا لا لشيء لانها ليت من عاداتنا الى هذا فان المصداقية في مثل هذا الشكل من العلاقات «الالكترونية» محدودة تماما بين الطرفين. **زواج مصلحة الأكثر من ذلك غيظ البعض على هذه الظاهرة مأتاه كما يقول الشاب شمس الدين الطرابلسي «انها علاقة مبنية على المصلحة، فبعض الشباب يتوصلون لربط علاقات بالشبكة بنية الحصول على التأشيرة الى احدى بلدان أوروبا اما للعمل هناك او لمواصلة دراستهم. هذه العلاقة التي تحكمها المصلحة من شأنها ان تؤثر على مستقبل الزوجين». وبمجرد ان سألنا رغدة عن موقفها من ظاهرة الزواج عبر الانترنات ابدت هذه الشابة تأسفها على هذه الحال التي أصبحنا عليها لتقول: لا أنظر بعين الرضا لهذا الشكل من الزواج ولا تعجبني هذه الظاهرة المبنية على المصالح... على كل أتأسف لوجود مثل هذه الظاهرة في مجتمعنا ولا أملك الا احترام آراء مناصريها. **كذب وغش الاسوأ أن شبكة الانترنات والكلام للشاب طيب يمكن ان تتحول الى وسيلة يختفي وراءها الطرفان المتحاوران ليكذب كل منهما على الآخر بحيث يعطي كل واحد أوصافا غير حقيقية عن نفسه وعند الالتقاء تحصل المفاجأة: صورتان مختلفتان عن تلك التي يحملها كل واحد عن الآخر! **الأخصائي النفساني الدكتور عطيل بينوس:الوظيفة هي السبب لكن ما هي الأسباب التي تدفع ببعضنا الى الزواج بهذه الطريقة بمعنى آخر كيف يفسر الأخصائيون النفسانيون ظاهرة كهذه: يجيب الدكتور عطيل بينوس مؤكدا ان تقليل فرص تدخل الام والأب في تحديد زوجة الابن لا سيما مع نقص امكانيات التلاقي في بعض الفضاءات الخاصة في الافراح وبعض المناسبات الاخرى أين كانت تختار زوجة الابن في السابق اضافة الى رفض هؤلاء الابناء لمجرد التفكير في الزواج اثناء الدراسة بحيث لا يبني اية علاقة من هذا النوع في مثل هذه الفترة يجعل الواحد منهم بمجرد اتمام دراسته يلتحق بوظيفته وهذه الوظيفة تحصره وتجعل علاقاته محدودة وتصبح امكانات التعارف على الطرف الآخر محدودة بدورها. **الوظيفة أيضا الوظيفة أيضا تجعل الشاب محاطا بإطار محدد من زملائه وتقل الاختيارات ومع احساس الفرد بأن قطار العمر يجري بسرعة تجعله يفكر في الاستنجاد ربما بشبكة الانترنات او بوكالات الزواج. ويوضح الاخصائي النفسي ان ما يشجع على الارتماء في أحضان الشبكة أنها توفر للشاب ما يحلم به في الطرف الآخر من مواصفات وفي أسرع وقت ممكن ما يشجع الشاب ايضا هي الشروط الخيالية لبعض الفتيات اللواتي يضعن شروطا كثيرة للارتباط مثل الوسامة والثراء والمستوى الثقافي ومواصفات اخرى تعجيزية تدفع الشاب الى الالتجاء الى حلول أخرى سهلة وسريعة. على أنه وجب التأكيد على أن نسبة نجاح الزواج عبر الانترنات موجود (ولو بنسبة قليلة) لكن المهم فسح مجال للالتقاء قبل الزواج وعدم الاكتفاء بتبادل الآراء على مستوى الشبكة. * لكن ما رأيكم أنتم في هذه الظاهرة؟ بإمكانكم المشاركة بآرائكم اكتبوا الينا... * رضا بركة