ارتفاع درجات الحرارة لم يمنع بعض وجهات المحلات التجارية (محلات بيع البورطابل خاصة) بأن تتحول الى خلية نحل فيها يتجمع الكثير من المارة والمتجولين يكثرون المشاهدة والتحديق. فلماذا كل هذه الطوابير امام هذه المحلات بالذات؟ تفسيرات الاخصائيين النفسانيين لظاهرة «التجمهر» امام واجهات المحلات التجارية ترجعها الى عوامل مختلفة للدعاية والاشهار الدكتور محسن حسان اخصائي نفساني ويرجعها الى تراكم الاغراءات التي تدعو اليها المادة الاشهارية سواء كانت مرئية او مسموعة او مكتوبة كما يرجعها ايضا الى حب اطلاع التونسي ورغبته في مواكبة كل ما هو جديد خاصة في مجال التكنولوجيا.. ولا يهم هنا إن أقدم على الشراء او لم يقدم، الاهم بالنسبة له ان يملأ عينيه بكل ما هو جديد انه شكل من أشكال اهداء النفس لبعض الاشياء ولو بصفة رمزية قديعجز عن شرائها. لدى البعض الآخر مجرد الاطلاع على ما توفره محلات بيع أجهزة البورطابل وغيرها يمثل فرصة للتباهي باكتسابها ولو بصفة رمزية ايضا اذ يكفي الشاب ان يطلع على نو جديد ليحدث أصدقاءه وأقاربه عنه وهذا التباهي بالمعرفة كأنه استعمال فعلي للشيء المعروض. **تقليد الاخصائي النفسي عطيل بينوس يعتبر الظاهرة نتاج تأثير الومضات الاشهارية التي تخلق نموذجا محددا من المنتوج وتؤثر على شراءاته لأن هذا المنتوج يتحول الى «موضة» دون ان ننسى ان الجتمع التونسي اصبح يتسم بكونه مجتمعا استهلاكيا واصبحت الضروريات (ضروريات الحياة كالاكل مثلا) لا تهمه بقدر ما يهمه توفير بعض الكماليات الاخرى. الى هذا يوضح الدكتور عطيل ان ظاهرة التقليد، تقليد الآخر في تصرفاته دون إعمال للعقل في بعض الاحيان هي سمة تطفو على تصرفات الفرد لأنه يعتقد ان تقليده لتصرفات الآخرين هو أقصر طريق للاندماج في المجتمع! ان تجلب واجهات المحلات (محلات بيع أجهزة البورطال مثلا) اهتمام الكثير من التونسيين بما توفره من معروضات جديدة لم يعد غريبا فالتونسي يشكل «حضبة» امام واجهات المحلات التي توفر بعض المنتوجات الاثرية القديمة «الانتيكا» وبين مسايرة الموضة وملء النفس بالمعروضات «الانتيكا» تظل كلها مجرد نزوات بالعين. * رضا بركة