تجددت أمس المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي واصل اعتداءاته على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبالتوازي مع العمليات على الأرض تناقش قيادة حركة «فتح» مع كتائب شهداء الأقصى امكانية لقرار هدنة وهو ما يبدو أمراعسيرا لتحقق في الظروف الحالية. وعلى الميدان في الضفة والقطاع لم تحصل أي تهدئة بما ان الوغلات وحملات المداهمة والاعتقال الاسرائيلية استمرت بنسق مرتفع في مقابل تواصل عمليات المقاومة الفلسطينية. **صدام متواصل وفي قطاع غزة أصيب أمس عامل تايلاندي بجروح خطيرة خلال هجوم شنه المقاتلون الفلسطينيون على مستوطنة «كفار داروم» المقاومة على الأراضي الفلسطينية المصاردة في دير البلح. وكان العامل التايلاندي يشتغل في البيوت المكيفة داخل المستوطنة التي تعرضت لنيران غزيرة من جانب المقاومين. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اشتبكت مع المقاومين الفلسطينيين وأطلقت قذائف المدفعية باتجاه مناطق سكنية في دير البلح. وتوغلت القوات الصهيونية فجر أمس في خان يونس واعتقلت 6 فلسطينيين على الأقل. وأوضحت المصادر الفلسطينية ان قوات الاحتلال قصفت مخيم خان يونس بالقذائف والرشاشات الثقيلة بذريعة الرد على هجوم فدائي على مستوطنة «موراغ». وأشارت مصادر اسرائيلية إلى ان المقاومة الفلسطينية نفذت عدة هجمات بواسطة الأسلحة الخفيفة والقنابل وحتى بواسطة الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات في القطاع. وفي الضفة الغربية اعتقلت القوات الاسرائيلية مزيدا من الفلسطينيين في إطار عمليات مداهمة واسعة في نابلس ورام اللّه والخليل. وفي منطقة بيت لحم هدم جيش الاحتلال أمس منزلين في بلدة «الولجة» بعدما فرض عليها حظر التجول. وواصلت أمس قوات الاحتلال فرض الاغلاق على مدينة أريحا ولم تسمح سوى لحاملي تصريحات مرور إلى الأردن بالدخول إليها. وبررت مصادر عسكرية صهيونية هذا الاغلاق وهذا المنع بأسباب أمنية. **احتمال ضعيف على صعيد آخر تبحث القيادة السياسية لحركة «فتح» مع كتائب شهداء الأقصى احتمال اقرار هذا التنظيم هدنة من العمليات الفدائية ضد الكيان الاسرائيلي. ولا تمانع كتائب شهداء الأقصى في اقرار هدنة لكنها تضع شروطا يصعب ان تقبل بها سلطات تل أبيب. وأرسلت كتائب الأقصى مساء أول أمس الأحد إلى الرئيس ياسر عرفات مسودة وثيقة تتضمن شروط الهدنة المتمثلة أساسا في انهاء الحصار المضروب على عرفات وانسحاب المحتلين الصهاينة إلى حدود 1967 وإزالة جميع المستوطنات والافراج عن جميع الأسرى وتسليم جثامين الفدائيين الذين استشهدوا في عمليات داخل الخط الأخضر وفق ما قاله زكرياء الزبيدي قائد الكتائب في جنين. وقال الزبيدي انه مستعد لاصدار أمر بوضع حدّ للعمليات العسكرية ضد الاسرائيليين إذا قبلت تل أبيب بهذه الشروط: وقبل هذا كان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أوضح ان كتائب شهداء الأقصى جزء من «فتح» وانها لن تحل بعد انسحاب اسرائيلي محتمل من قطاع غزة قائلا انها ستدمج في مؤسسات «فتح».