سقط أمس شهيدان على الأقل في قطاع غزة في سياق الاعتداءات الصهيونية التي تواصلت أيضا بنسق عال في مختلف أنحاء الضفة الغربية. وفي مواجهة هذا التصعيد العدواني الشامل واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها المسلحة وخصوصا في قطاع غزة فيما توقع جيش الاحتلال الاسرائيلي ان تحاول فصائل فلسطينية تهريب الأسلحة إلى داخل الأراضي المحتلة عبر البحر. وقطعت أمس الاعتداءات الاسرائيلية هدوءا لم يستمر طويلا في بيت حانون حيث سقط شهيدان على الأقل خلال عملية جديدة لقوات الاحتلال في المنطقة الواقعة في شمال قطاع غزة. اعتداءات وشهداء واستشهد الناشط في كتائب شهداء الأقصى خالد الشمباري (21 عاما) حين اشتبك مقاومون فلسطينيون مع القوة الصهيونية التي نفذت عملية التوغل شرقي بيت حانون. كما استشهد في المنطقة ذاتها ابراهيم صالحة (19 عاما) وهو شاب أعزل تواجد بالصدفة في المنطقة وتعرض لرصاص الجنود الصهاينة وفق ما ذكرته مصادر أمنية وطبية فلسطينية. وأصيب مدني آخر يدعى أحمد المصري بجروح خطيرة حين تعرض بدوره لرصاص جنود الاحتلال ونقل إلى مستشفى بغزة حيث وصفت حالته بالحرجة حسب ما أكده مصدر طبي. وقال متحدث أمني فلسطيني ان القوة الاسرائيلية المتوغلة بذريعة منع المقاومين من اطلاق صواريخ «القسام» وغيرها من الصواريخ التقليدية باتجاه المستوطنات انطلاقا من بيت حانون، اطلقت نيران الرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية باتجاه منازل المواطنين في بيت حانون. وأكد المصدر ذاته ان قوات الاحتلال قامت خلال التوغل الذي استمر عدة ساعات بتخريب الأراضي الخصبة واقتلاع المزروعات وكانت القوات الصهيونية قد قصفت في وقت سابق منازل الفلسطينيين في رفح وعززت انتشارها في خان يونس. وقصفت الدبابات الاسرائيلية أيضا أحياء سكنية في خان يونس مما أدى إلى جرح فلسطينيين اثنين فجر أمس. وفي الوقت ذاته أقام جيش الاحتلال مزيدا من الحواجز مضاعفا بهذا عزلة الفلسطينيين في قطاع غزة المقسم والخاضع للحصار. وتواصلت الاعتداءات الاسرائيلية بوتيرة عالية في الضفة الغربية متخذة اشكالا متعددة. وشنت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية مداهمات واسعة في مختلف أنحاء الضفة أفضت إلى اعتقال ما لا يقل عن 11 فلسطينيا. وشملت المداهمات مدنا وبلدات عديدة من قلقيلية شمالا إلى بيت لحم والخليل جنوبا. مقاومة لا تهدأ وفي مواجهة سيل الاعتداءات الصهيونية واصلت المقاومة الفلسطينية استهداف المستوطنات والمواقع العسكرية خصوصا في قطاع غزة. وأطلقت كتائب عزالدين القسام مزيدا من صواريخ القسام على المستوطنات وقد سقط احدها على مستوطنة «ناحال عوز» داخل الخط الأخضر. وهاجم مقاومون فلسطينيون صباح أمس دورية اسرائيلية في مجمع غوش قطيف الاستيطاني، وذكر بيان لجيش الاحتلال الاسرائيلي ان العديد من مواقعه ودورياته في القطاع تعرضت الليلة قبل الماضية لهجمات فلسطينية بواسطة الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. في الأثناء نقلت وسائل الاعلام العبرية عن ضابط كبير في سلاح البحرية الاسرائيلي قوله ان فصائل المقاومة الفلسطينية ستضاعف من محاولاتها لادخال أسلحة عبر البحر في ظل صعوبة ادخال الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة. وأضاف الضابط ذاته ان السفن الحربية الاسرائيلية تفحص وتفتش كافة وسائل السفر البحرية من القوارب الصغيرة وحتى سفن الشحن قبل أن يسمح لها بدخول المياه الاقليمية الفلسطينية. وتابع المصدر ذاته ان هناك حاجة لزيادة عدد الغواصات الاسرائيلية التي تراقب السفن مرجحا ان تحاول فصائل فلسطينية استهداف سفن حربية اسرائيلية.