تعتزم الكثير من شركات المقاولة والتعهدات الأمريكية الخاصة العاملة حاليا في العراق المغادرة مع حلول موعد نقل السلطة إلى حكومة عراقية مؤقتة في الثلاثين من الشهر الجاري، حيث يتوقع هؤلاء زيادة حادة في هجمات المقاومة العراقية. وتقوم الشركات التي لها عمال في معسكرات نائية ولديها مشاريع مهمة أو مشاريع أوشكت على الاكتمال بوضع خطط طارئة لإجلاء موظفيها بالعربات أو بالطائرات في حالات نادرة. وذكر مدير إحدى شركات الأمن الخاصة (المرتزقة) أن هذه الشركات تقوم بنقل بضائع جافة ووجبات طعام جاهزة ومياه وأضواء كاشفة وبطاريات وغيرها من الإمدادات الطارئة بواسطة سيارات النقل. وأضاف المدير ذاته أن سلطة الاحتلال الأمريكي نصحت كل مقاول خاص بأن يحزم حقيبة ملابسه وجواز سفره ونقودا ومياه وطعام. ويحذر محللون أمنيون من هجمات ضد قطاعي النفط والكهرباء في العراق في الوقت الذي يمكن أن يتعرض فيه الاقتصاد أيضا إلى هجمات المقاومة. فقد جرى على الأقل في الأسبوعين الماضيين فقدان ثلاث سيارات نقل الوقود في جنوب العراق مما أثار مخاوف من استخدامها كقنابل مفخخة ضخمة. وقال أحد المرتزقة ممن كان سابقا في عداد القوات الخاصة الأمريكية إن صهاريح نقل الوقود يمكن أن تتحول إلى قنابل كبيرة جدا بحيث تدمر فندقا أو مبنى آخر كبير، حيث يمكن أن يكون الوقود الذي تحمله سيارة الصهريج بحجم مئات الكيلوغرامات من المتفجرات التجارية، كما يمكن تفريغها وتعبئتها بالمتفجرات لتصبح سلاحا مدمرا. وقالت شركة المرتزقة للأمن البريطانية «إي كي إي» إنها تلقت معلومات بأن «دفعات قد عرضت على أشخاص لزرع متفجرات قرب خطوط أنابيب النفط. ويعتقد مرتزقة الأمن الأمريكيون في العراق أن الوضع بعد تسليم السلطة في الثلاثين من الشهر الجاري سيكون فوضى وسيكون هناك مزيد من العنف. ويشعر عدد غير قليل أنه سيكون هناك انهيار كامل وحرب أهلية مباشرة. وقال صاحب شركة أمن خاصة «إن معظم المقاولين يقومون بإعداد خطط لمغادرة العراق كإجراء وقائي في الفترة ما بين 27 و 28 جوان الجاري، ويعتزم كثيرون الانضمام إلى القوافل العسكرية والسفر إلى الكويت وآخرون سيطيرون من بغداد إلى الأردن ومنها إلى دبي والبعض من الذين يقيمون في شمال العراق سيذهبون إلى تركيا.