قد تضطر بعض الزوجات الى التجمّل واختلاق الاكاذيب لتخفي فشل حياتها الزوجية وتداري التعاسة التي تسيطر على حياتها رفقة زوجها فتتظاهر بالسعادة وربما تكون مدفوعة بالخوف من مواجهة مشكلاته لكن تظل رغبة المرأة في تفادي شماتة الشامتين من أهم الاسباب التي تجعل من التظاهر بالسعادة الزوجية فنّا نسائيا بالدرجة الاولى ويقوم فيه الرجل بأدوار ثانوية مكملة لدور المرأة. «الشروق» فتحت الموضوع وبحثت في الاسباب التي تدفع المرأة لمثل هذه الاشياء فخرجت ببعض القصص والحكايات التي تنطوي على حرفية المرأة في تقمص دور الزوجة السعيدة وعلى ازدواجية كبرى في تعامل المرأة مع واقعها الزوجي. لعل أشد ما تخشاه المرأة وتفزع منه هو شماتة بنات جنسها من فشلها في الزواج ولدرء كل ما من شأنه أن يهز صورتها في المجتمع تتفن المرأة في لعب دور الزوجة السعيدة سهام ترى أنه من حق المرأة التظاهر بالسعادة الزوجية ولا يمكن أن ننعتها بالكذب والزيف مضيفة أنها عادة ما تعمد الى خلق أقاصيص تصور حاتها الزوجية الهانئة مع زوجها الذي لم تعش معه سوى حياة النكد والبخل والقهر حسب قولها ومع ذلك لم تطلع أيا من صديقاتها على نوعية الحياة التي تحياها مع زوجها وتقول سهام أنها غير مضطرة الى كشف أسرارها لاناس سينسجون من الحقيقة مائة حقيقة مغايرة ومائة كذبة تكون حديث القاصي والداني. ** اضطرارا لا اختيارا كما سبق وأشرنا أن البراعة التي تستخدمها النساء لاخفاء وتجميل وجه الحقيقة تتم عادة بصفة اضطرارية. فخيبة أمل السيدة نجيبة في زواجها الذي لم يمض عليه سنة وبضعة أشهر اضطرّها الى التظاهر بأنها في غاية السعادة وتتقن تمثيل هذا الدور خاصة أمام أهلها الذين عارضوا هذا الزواج بسبب عدم اقتناعهم بهذا الزوج الذي ليس في المستوى المطلوب فهو محدود الثقافة وينحدر من عائلة متواضعة ومدمن شرب الكحول وتقول نجيبة انها كانت تفتعل الضحك وتلفّق قصصا كاذبة عن سعادتها مع زوجها في حين أن هذه السعادة المزعومة قد انتفت من حياتها بعد أشهر معدودة من زواجهما عندما اكتشفت عيوب زوجها الخفية. ولقد استرسلت نجيبة في تأليف سيناريوهات السعادة الزوجية حتى صدق الجميع أنها تعيش في «بحبوحة» من العيش وتضيف قائلة انها تحس بألم مضاعف كلما افتعلت مثل هذه الاساليب لاخفاء ألمها وألم أطفالها الذين يعيشون في دوامة من المشاكل التي لا تنتهي بسبب عصبية زوجها وبخله. فاتن أيضا من اللاتي يبررن لجوء المرأة الى التظاهر بالسعادة الزوجية وتقول إن التظاهر ليس إلا محاولة لاخفاء ما تخجل المرأة من إظهاره لاسيما إذا تعلق الامر بحياتها الزوجية، فالمرأة بطبعها متكبرة ولا تريد لنفسها المهانة فهي تحاول جاهدة الى أن تجعل من نفسها امرأة سعيدة وتظن السيدة فاتن أن المرأة عادة ما تكون مضطرة لاختلاق أقاصيص السعادة حتى لا تتعرض للشماتة من أي أحد. ** الكرامة يبرر عدد من النساء التجاء المرأة الى التصنّع والتظاهر بغير الحقيقة الى سعيها الدائم الى حفظ كرامتها وتحاشي وضع تفاصيل حياتها الشخصية تحت مجهر المتطفلات وتقول السيدة سنية في هذا الصدد: «إن معظم نساء الاجوار يتجمّعن لدى احداهن «لتدارس» الحياة الخاصة لكل متساكني الحي وإذا ما أظهرت يوما ما تبرّمي أو استيائي من معاملة زوجي لي فسأمنحهم الفرصة لنسج ألف حكاية وحكاية تتعلق بخصامي مع زوجي ولا تلوم زينة المرأة المدعية والكاذبة لأن كل امرأة تريد أن تكون حياتها الزوجية مثالية وغير فاشلة. ** رأي علم الاجتماع حول السؤال لماذا تدعي المرأة سعادة زوجية غير موجودة؟ يجيب أحد المختصين في علم الاجتماع ان ادعاء المرأة السعادة الزوجية من الامور المرتبطة أساسا بخطر فقدان الزوج وهي بهذا الادعاء تدافع عن حياتها معه وتبعد بالتالي المطامع النسائية في تصيّد زوجها. كما تؤكد الدراسات الاجتماعية أن تظاهر المرأة بالسعادة الزوجية أمام أهلها يتنزل في إطار عدم اعترافها بفشل زواجها وأن اختيارها لزوجها صائب وحسن فتبالغ في ادعاء شعورها بالسعادة والهناء معه لكي تقطع الطريق أمام انتقاداتهم أو اتخاذهم أي موقف سلبي.