هدّد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني بالانفصال عن العراق في حال لم تتمسك الحكومة العراقية المعنية بالفيدرالية مشيرا الى أن أكراد العراق لن يقبلوا بأن يبقوا مواطنين من الدرجة الثانية. وهدّد البرزاني في تصريحات نشرت أمس بالخصوص بفصل منطقة كردستان في حال لم ينص الدستور العراقي الدائم على «فيدرالية» الدولة. وقال مسعود البرزاني في مقابلة مع صحفية «الحياة» الدولية بكل صراحة اذا لم يكن العراق فيدراليا وديمقراطيا... لن نقبل بأن نعيش فيه. وأضاف إذا التزمت الحكومة العراقية الآن وعند صياغة الدستور الدائم بمبادئ قانون ادارة الدولة فيمكن الحفاظ على وحدة العراق وسنبقى ملتزمين بوحدته وبخلاف ذلك لن يكون لنا أي التزام حيال العراق. ولم يوضح البرزاني كيف يمكنه فصل منطقة كردستان عن العراق. وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني قد حذّر في وقت سابق من الشهر الجاري من أن تضمين أي قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي اشارة الى الدستور العراقي المؤقت ستكون له عواقب وخيمة. وقال بيان صادر عن مكتب السيستاني ان هذا القانون أصدره مجلس غير منتخب وفي ظل الاحتلال وبتأثيره المباشر في اشارة الى مجلس الحكم المنحل، وقد صدر قرار مجلس الامن دون ان يتضمن اشارة الى القانون وهو ما دفع مسؤولين أكراد الى التهديد بالانسحاب من الحكومة العراقية المؤقتة. وحول علاقات أكراد العراق بالشيعة قال البرزاني: حتى الآن العلاقات الكردية الشيعية قوية ولنا تاريخ مشترك وكنا أكثر المتضررين من الانظمة السابقة ولكن ما حدث في الفترة الأخيرة سواء في ما يتعلق بفتوى السيستاني أو بمواقف بعض الاحزاب والقوى الشيعية خلق حالة من خيبة الامل لدى أكراد العراق. وشدّد البرزاني على أهمية الاكراد في البلاد معتبرا أنهم عنصر رئيسي في تركيبة الشعب العراقي وحضارته. وقال: ما يجب ان يفهمه العرب ان العراق بلد يتكون من قوميتين رئيسيتين، على حد تعبيره مضيفا، هذه هي الحقيقة الغائبة عن كثير من العرب وكأن الأكراد شعب طارئ. وتابع يقول: الاكراد موجودون في هذه المنطقة قبل ان يأتي العرب وغيرهم... انهم أقدم شعوب المنطقة، حسب قوله. وأضاف: الشعب الكردي ساهم في تطوير الثقافة العربية والاسلامية ومن المفروض ان يكافأ لا أن ينظر اليه على أنه عدوّ. وقال: العرب في العراق جزء من الأمة العربية والاكراد جزء من الأمة الكردية مضيفا: الاكراد ليسوا أقل شأنا من العرب في العراق واذا عوملوا بهذه الطريقة فلا يمكن ان يقبلوا بأن يبقوا مواطنين من الدرجة الثانية.