يرى السيد رضا بوزريبة الامين العام المساعد المكلّف بالتغطية الاجتماعية بالاتحاد العام التونسي للشغل ان صندوق التأمين على المرض الذي ينتظر احداثه عند الانطلاق في اعتماد النظام الجديد للتأمين على المرض بداية من جويلية من العام المقبل سيكون له حتما انعكاس مالي على صندوقي الضمان الاجتماعي كما سيحمل معه ايجابيات على المستوى التنظيمي. وقال السيد بوزريبة في حديث «للشروق» ان اثر هذا الصندوق المرتقب وانعكاسه المالي سيختلف من صندوق الى آخر... فبالنسبة الى الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية سيحدّ احداث صندوق التأمين على المرض من مداخيله باعتبار أن معدّل أجور منظوريه من الناشطين والمتقاعدين مرتفع ولو أنه يُحافظ على تسيير وادارة منظومة التغطية الصحية لأمكن له توفير مواد ومداخيل اضافية. وعلى العكس من ذلك فإن من مصلحة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ان يتخلص من منظومة التغطية الصحية واحالتها الى صندوق التأمين على المرض لأن اجور منظوريه منخفضة نسبيا مقارنة باجور منظوري الصندوق الاول. واعتبر قيادي اتحاد الشغل احداث صندوق موحّد للتأمين على المرض بمثابة الاجراء الايجابي من الناحية التنظيمية لأنه سيجعل جميع المضمونين يتعاملون مع صندوق وحيد ويتخلصون من العناء خاصة اولئك الذين ينتقلون حاليا بين الصندوقين كما ان تخصص صندوق واحد بمنظومة العلاج سيكون افضل من حيث التسيير وأيسر من حيث التعاقد مع مقدّمي الخدمات ومع كافة المتعاملين. كما ستكون عملية متابعة النزاعات وفضها بأكثر سرعة وبصفة أنجع في صورة الاعتماد على صندوق واحد. ومع الاشارة الى النقاط الايجابية دعا السيد بوزريبة الى ضرورة أن يكون الصندوق الجديد مستقلا من جميع النواحي وأن لا يقع تحت اي نوع من الضغوط حتى يكتب له النجاح في المهمة التي ستوكل اليه كما انه لابد ان يتخلص من موروث الصناديق القديمة فيما يتعلق بطريقة العمل وان يعتمد طرف وآليات علميّة. وطالب مسؤول اتحاد الشغل ايضا بتمثيلية اتحاد الشغل والعملة باكثر فاعلية في هذا الصندوق وفي كل المستويات سواء في مستوى التسيير او المراقبة وليس في مستوى مجلس الادارة. وأفاد من ناحية أخرى أن هناك خشية من حصول اشكال في حال احداث صندوق التأمين على المرض يتعلق بامكانية الاستغناء عن البعض من اعوان الصندوقين الاخرين الذين يباشرون حاليا ادارة وتسيير خدمة التغطية الصحية مشددا على أن اتحاد الشغل يرفض الاستغناء عن أي عون من أعوان الصناديق وتسريحه وسيتصدى لأي عمل من هذا القبيل. وقال ايضا انه يرجو ان يكون احداث صندوق للتأمين على المرض عاملا مشجعا على تحسين نوعية الخدمات المسداة سواء للمضمونين او لمسدي الخدمات دون مماطلات ودون تعقيدات كما يتوقع النجاح لمشروع التأمين على المرض بشكل عام خاصة وأن لتونس تجربة ناجحة في مجال التغطية الاجتماعية. وقال في الختام انه يأمل ان يكون التقارب في وجهات النظر بخصوص مشروع التأمين على المرض الذي استغرق مدة طويلة من التفاوض جديا وليس ظرفيا او لمجرد تمرير المشروع.