نشرت الشروق منذ شهر تقريبا موضوعا حول «جن حلبة» بتوزر الذي أرق عائلة بأكملها ملحقا بها تدهورا نفسيا وبدنيا وجعلها تسكن في «قاراج» لاحد الأجوار. ومتابعة لهذا الموضوع الحساس ولافادة القراء بأشياء ربما كانت في وقت من الاوقات لا تخطر على بال حضرنا المعركة النهائية لانهزام الجني الاسود بالضربة القاضية وقبل وصف هذه الجلسة الخاصة مع العائلة وعمدة حلبة الذي ساعدها كثيرا والعزام كمال المغربي، يمكن الجواب عن السؤال الذي وضعناه في مراسلة 30 ماي بملحق الاحد، هل هذه حقيقة أم خيال؟! وبعد المشاهدة فان الحقيقة تجلت وهذه الحكاية... عاشت العائلة في طمأنينة لمدة ثلاثة أيام فقط بعد ان التجأت الى العزامين والعرافين وعادت عملية الحرق لبقية الاثاث وتطورت لتقضي على الاخضر واليابس وكل ما بقي من الدمار الشامل من الايام الاولى منذ يوم 10 ماي 2004 فتشتتت العائلة وانطلقت عملية البحث عمن يحل المعضلة بكل الجهات في حين امتدت الحرائق الى داخل المطبخ وبيت الغسيل والمرحاض... وأتتعلى كل ما في المطبخ من أواني طبخ وأكل وقد تمّ استدعاء حوالي ثلاثين عرافا دهشوا للعمليات المتكررة وقدرت الخسائر ب30 ألف دينار حسب تقديرات الحماية المدنية ومصاريف اخرى حوالي الألف دينار... وقد اعترف كل العرافين بوجود هذا الجن الصعب المراس، لذا واصلت العائلة البحث عن منقذ بمساعدة عمدة المنطقة وتوصلت الى معرفة كمال المغربي الجنسية والمولود بأم العرائس فلبى الدعوة مؤكدا أنه منذ قرأ الموضوع في جريدة «الشروق» بقي ينتظر لان له الحل المفيد بعون الله وتوفيقه وقد اعد العدة لمعركة كبرى بعد ان حصن نفسه. حلّ بالمنزل وطاف بكل البيوت والاماكن التي احترقت وقد بلغت 80 مكانا ثم طلب احضار كانون به «الجمر» ملتهب وكذلك بخور بجميع انواعه ثم شرع في عمله بعد ان كتب أسماء أفراد العائلة في ورقة بيضاء سلمها لعمدة حلبة طالبا منه عدم الرهبة ووضع الورقة فوق النار وبدأ يتلو القرآن ويتمتم بالعزائم حتى بدأ العمدة يهتز وينتفض ثم هدأ ورغم ذلك فان الورقة لم تحترق بكاملها وبقيت الاسماء في حين ظهرت صورة لجني أسود قصير القامة به قرنان وذيل وعندها أخذ المغربي الورقة من العمدة ووضعها فوق النار وبدأ يهدد ويتوعد أعلمنا بأنه لم يقدر على حرق جنّ لانه اشترط حرق زوجة الابن التي لبسها وهذا السبب الاصلي من البداية، فاكتفى العزام بوضع الورقة في كيس بلاستيكي، وقد توقفت عمليات الحرق ولكنها لم تنته نهائيا حسب ما افاد به العزام بل لابد من اعداد «الحروزات» وتحصين المنزل وكافة أفراد العائلة وحرق الجن بتلاوة القرآن خاصة وكما أفادنا جمال الزوج وابن العم محمد بن مبارك جمال بانه رأى صورة الجني اي نفس الصورة التي على الورقة عند المغربي عندما تحول معه الى أم العرائس وذلك في كتاب خاص جدا ولا يوجد الا بالمغرب... وبذلك فان هذا العراف يعدّ العدة نهائيا للقضاء على هذا الشيطان الكافر. وقد ثمن الاب محمد الدور الذي قامت به جريدة «الشروق» الوحيدة التي تناولت الموضوع ورفعت معنويات العائلة رغم الحادثة الغريبة التي جدت أطوارها بمنطقة حلبة بتوزر والتي تواصلت اربعين يوما وبلغ صداها في كل الجهات حتى في خارج تونس، مما جعل هذا العراف يحل مشكورا ويتمكن من السيطرة على الوضع والقضاء على «جن حلبة» بعد معركة دامت أربع ساعات بين البخور والدخان والعرق والانتظار فكان الانتصار. الخلاصة ان الانسان مهما كان سمع بمثل هذا لن يصدق، ولكن عند المشاهدة المباشرة لا يكاد يقول الا: إن الله على كل شيء قدير وهو القائل جل شأنه: {وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون}.