صفاقس الأسبوعي مثل مؤخرا أمام أنظار الدائرة الجنائية بمحكمة الإستئناف بصفاقس عرّاف روحاني صحبة شريكه بتهمة التحيل وابتزاز أموال حريفة تشتغل بقطاع الصيدلة قدرت قيمتها بحوالي 300 ألف دينار في مقابل علاجها من المرض النفسي الذي تعاني منه منذ سنوات وقضت بسجن المتهم الرئيسي مدة ثلاثة أعوام وتغريمه بخطية قدرها 150 الف دينار وسجن شريكة مدة عام. اللجوء الى التداوي بالعربي وتفيد أوراق القضية ان صيدلانية في بداية عقدها السادس وأم لثلاثة أبناء تعرضت منذ وفاة زوجها الى اضطرابات نفسية حادة (ازدواج في الشخصية) استعصت معالجتها مع تواتر السنوات بواسطة الأطباء النفسانيين، وأمام تعكر حالتها الصحية فقد نصح البعض عائلتها بضرورة التداوي «بالعربي» فتم ارشادها الى أحد العرافين المعروفين بجهة صفاقس، فرضخ والدها الى هذا الحل رغبة منه في شفاء ابنته وحملها الى محل العراف الذي أوهمها أن جنا متمكنا بها ويريد ان يتزوجها وأكد لها أنه يمكن مداواتها واخراج ذلك الجن وهذا يتطلب مصاريف باهظة لشراء الأدوية والبخور. عقاقير و«لوبان» ب 300 الف دينار! اتخذ العرّاف شريكا له في عمله منذ أربع سنوات اختاره صدفة عندما قصده ليخلصه من «التابعة» فأقترح عليه ان يبيع الأدوية التي يسلمها له مقابل منحه عمولة عن كل عملية، لذلك أرشد والد الصيدلاية الى عنوان شريكه لشراء الأدوية التي وصفها للمريضة عدة مرات والمتمثلة أساسا في قوارير ملأى بسوائل حمراء وبيضاء «سعة 1 لتر» يفوق سعر القارورة الواحدة 30 الف دينار، اضافة الى كمية من «اللوبان الذكر» يتجاوز سعر الغرام الواحد منه 500 دينار، لتبلغ التكلفة الجملية لهذه الأدوية والعقاقير التي اقتناها والد المريضة قرابة 300 الف دينار. ضحية أخرى.. سقطت في شباك المشعوذ الضحايا الذين سقطوا في شباك المشعوذ على مدى السنوات الفارطة كثر، من بينهم أحد الأشخاص الذي حضر شاهدا في هذه القضية والذي أفاد أنه تعرض الى مشاكل جنسية مع زوجته فوقع ارشاده الى العراف المذكور الذي أكد له قدرته على معالجته، وبتردده على منزله عديد المرات اوهمه بوجود كنز بمنزل والده وبمقدر اخراجه الا ان ذلك سيكلفه مبلغا ماليا ضخما لشراء العقاقير واشار عليه بالذهاب الى شريكه لشراء هذه العقاقير المتمثلة في قارورتين بثمن قدره 20 الف دينار، الا ان العراق اخل بالتزاماته متعللا بأن شريكيه اللذين كلفا بأستخراج الكنز فرّا بالمبلغ، وأمام رفضه ارجاع الأموال له اضطر المتضرر الى التشكي به لوكالة الجمهورية بصفاقس التي أحالت الشكاية الى فرقة الأبحاث والتفتيش بجبنيانة فأجبر على ارجاع مبلغ قدره 15 الف دينار نقدا وجزءا من الباقي وقدره 2500 دينار مضمن بشيك رجع دون خلاص. من عامل يومي.. الى مليونير! المهنة الأصلية لهذا العراف هي عامل يومي بجهة الحنشة ثم بمدينة صفاقس، لكن منذ سنة ,1999 انتقل الى ممارسة الشعوذة، حيث تولى تسويغ محل بوسط المدينة لأستقبال الحرفاء، ومع مرور الزمن تحسنت حالته المادية، وهو ما اثبتته المعاينة التي أجريت على منزله والتي بينت أنه منزل فخم تقدر قيمته بحوالي 150 الف دينار، كما تبين ان العرّاف كان يبيع كل ممتلكاته لزوجته للتفصي من التتبعات العدلية في صورة تورطه في قضايا. أحكام بالسجن وخطايا مالية نظرا لتواصل تدهور الحالة الصحية للصيدلانية رغم استعمالها لكل الأدوية والعقاقير التي وصفهالها العراف وباعها لها شريكه، فقد تقدم والد المتضررة بشكاية الى وكالة الجمهورية بصفاقس، فتم ايقاف المظنون فيهما واحالتهما على المجلس الجناحي بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس لمقاضاتهما من اجل تهمة التحيل طبقا لأحكام الفصل 291 من المجلة الجنائية، وقد قضت المحكمة في الطور الإبتدائي بسجن العرّاف وشريكه مدة عام واحد مع خطايا مالية، ليتم الترفيع في الأحكام بعد الإستئناف بسجن المشعوذ مدة 3 سنوات وتغريمه بمبلغ 150 الف دينار وبسجن شريكه مدة عام واحد مع تغريمه بمبلغ 1500 دينار.