اختار الترجي مباراته الاختتامية لحساب مجموعته المؤهلة لنصف نهائي كأس رابطة الأبطال لتكون مسك الختام، حيث كانت مباراة السبت الفارط أمام اتحاد العاصمة الجزائري مجالا لمشاهدة أفضل مباراة للترجي خلال هذا الموسم. نجاح هذه المباراة كان شاملا سواء من ناحية النتيجة والتي كانت انتصارا جديدا دعم به زملاء بدرة ريادتهم للمجموعة وأنهوا مبارياتها في صدارتها او من حيث الاداء الذي كان رائعا ومتميزا على المستوى الجماعي والفردي. تألق شامل المتأمل في نجاح الترجي في مباراة السبت يخرج بانطباع رئيسي وهو نجاح الفريق على مستوى جميع الخطوط بدون استثناء انطلاقا من الحارس «تيزي» الذي أكد مرة أخرى منطق ممنوع المرور، وكان حاضرا لإبطال مفعول هدفين محققين على الأقل لفريق المنافس ليتأكد بذلك امتلاك الترجي لحارس بإمكانه ان يكون سندا حقيقيا نحو التتويج. التألق كذلك كان من نصيب الخط الخلفي، فإضافة لمساهمته في التسجيل بواسطة عزيز كان نجاح هذا الخط خاصة على مستوى المساندة الهجومية بواسطة المقدمي وخاصة طارق ثابت الذي كان من أبرز اللاعبين على الميدان واستحق تصفيق الجمهور عند مغادرته للميدان. الترجي وجد كذلك في فورمة السويح ودياكي أكبر سند لتلك اللوحات الفنية التي تمتع بها جمهور المنزه وقد أفرزت أرجل هذا الثنائي سيلا من السحر يؤكد معدنهما الخاص. »استحضار» تعود البعض على انتقاد بعض انتدابات الترجي عندما يتعلق الامر بانتداب لاعب متقدم في السن، معلقا على ذلك بعدم قدرة هؤلاء على مزيد العطاء، لكن تجربة الترجي مع السويح الذي استعاد شبابا جديدا وحيوية لم نشاهدها منه حتى في فترة انتعاشته السابقة، خاصة في عامل افتكاك الكرة، ثم جاء الجلاصي ليستعيد لذة الكرة ويكون حاسما في أكثر من مباراة أجراها مع الترجي. وأخيرا وليس آخرا عماد بن يونس الذي حل بالحديقة «ب» منهكا بعد حملة تشكيك في قدرته على تقديم الاضافة، لكن الترجي استعمل معه كالعادة وصفة استحضار الفورمة وانتظر الوقت الكافي لظهور هذا المهاجم في نسخة وقف عليها جمهور المنزه يوم السبت، جمعت بين النجاعة والتي تجلت كما يجب في الهدف الممتاز الذي سجله في الشوط الاول او الحركية التي أظهرها على الميدان. بن يونس أكد بالمناسبة انه قادر على تقديم الاضافة وتأكيد صفته ك»ثعلب» المناطق المحرمة، في المقابل أكد الترجي انه وحده يملك وصفة اعادة نكهة الكرة لمن يفقدها. ثمار العمل ما ميز لقاء السبت الماضي هو دون شك ذلك المردود الجماعي الرفيع والذي تجلى في اللوحات والجمل الفنية والتكتيكية المتميزة التي قدمها اللاعبون على الميدان والتي أكدت انها ثمار عمل دؤوب يتواصل منذ أشهر وبدأ يعطي ثماره ويقول مدرب الترجي السيد يوسف الزواوي في هذا الاطار «ما قدمناه على الميدان اليوم، هو نفس العمل الذي نقوم به في التمارين منذ بداية الموسم والذي كان يتطلب بعض الوقت لتبرز نتائجه وقد كانت مباراة اليوم مجالا لإبراز جانب منه والاكيد أننا قادرون على الأفضل خاصة ان مخزون اللاعبين الفردي والجماعي قادر على التحسن مع مرور الوقت». شهادة جزائرية المردود الرفيع للترجي والمستوى المتميز لمباراة السبت الماضي أثنى عليه السيد رابح سعدان المدرب الجزائري المعروف والذي كان متواجدا في المنصة الشرفية لملعب المنزه حيث يقول: «شاهدنا مباراة ممتازة ومشرفة لفريقين كبيرين وفرت الفرجة للجمهور الحاضر في الملعب والذي شاهدها على التلفزة. الترجي كان في مستوى سمعته وأكد انه منافس جدي على اللقب، والمهم ان اللقاء كان في اطار أخوي متميز». أنزل الستار.. رفع الستار مع نهاية مباراة السبت يكون الترجي قد أسدل الستار على مرحلة اضافية في طريقه نحو اللقب القاري، في المقابل يكون قد رفع الستار عن مرحلة أهم ستكون حاسمة وهو نصف النهائي الذي سيواجه خلاله نادي «الاسماعيلية» المصري ذهابا بالاسماعيلية، وايابا بالمنزه. هذه المرحلة ستكون هامة وحساسة باعتبار ان كل شيء سيلعب على مبارتين وستتغير مفاهيم اللعبة والحسابات خاصة ان الحساب سيكون مفتوحا بين الاهداف المقبولة والمدفوعة وهو ما سيتطلب تغييرا جذريا في التركيز الذهني على هذه المهمة. مرحبا بأي منافس هذا الشعار رفعه الترجيون قبل التعرف على منافسهم في مباراة نصف النهائي وبعد ان تأكدت مواجهتهم ل»الاسماعيلية» المصري تحدثنا مع المدرب يوسف الزواوي الذي يقول : «ليس لنا اختيارات نحن ننتظر اي منافس ويجب أن نعد له كما يجب، وبما ان الظروف ضعت أمامنا «الاسماعيلية» المصري فمرحبا به. المنافس نعرفه مثلما يعرفنا، شاهدناه مؤخرا وأحسسنا انه عرف بعض التراجع مؤخرا نتيجة بعض الارهاق بسبب تعدد مشاركاته (محليا وقاريا وعربيا، اضافة لتواجد لاعبين مع المنتخب الاولمبي) لكن ذلك لن يغير شيئا من حساباتنا، فنحن نعد لمنافسنا من منظور امكاناتنا وليس حسب مستوى حضوره». أما عن لقاء هذا الخميس أمام الهلال السوداني يؤكد الزواوي : «لا علاقة للقاء الخميس مع مباراة الاسماعيلية او غيرها من اللقاءات فلكل مباراة حقيقتها والربط الوحيد يبقى على مستوى النسق». الثانية للمناري رفع الحكم «السايشالي» الورقة الصفراء في وجه جوهر المناري كانت الثانية في رصيده وهو ما سيحرمه من المشاركة في لقاء الذهاب لنصف نهائي كأس رابطة الابطال أمام الاسماعيلية وهو ما سيجعل الاطار الفني أمام ضرورة اختيار البديل الامثل. الى «العربية» سيكون التركيز موجها خلال بداية هذا الاسبوع لمباراة الاياب في اطار الدور الاول لبطولة النخبة العربية والتي ستجمعه بالهلال السوداني في ملعب المنزه هذا الخميس. الترجي سيكون مطالبا بتدارك فارق الهدفين اللذان يمتلكهما منافسه بعد فوزه في لقاء الذهاب ب(3/1) والأكيد ان جميع المعطيات ستتغير لفائدة الترجي في لقاء الاياب خاصة ان الاتجاه سيتجه الى الاعتماد على التشكيلة الاولى في هذه المباراة.