بمناسبة فعاليات كأس تونس أكابر للكراتي التي دارت رحاها بقاعة الرياضات الجماعية بالحي الرياضي بالمنزه وبهذه المناسبة التقينا باللاعب محمد الجلاصي المتحصل على الميدالية الذهبية في هذه الكأس وزن ما فوق 80 كلغ وكان لنا معه هذا الحوار: * لو تقدم لنا نفسك ؟ أنا طالب بالمرحلة الثالثة صحافة وعلوم اتصال متحصل على الأستاذية في الصحافة وعلوم الأخبار، أبلغ من العمر 26 سنة وأعشق بجنون رياضة الكاراتي، أنتمي الى نادي الخطوط الجوية وأتدرب منذ سنتين في صلب المنتخب الوطني للكاراتي، إضافة إلى ذلك أنا بصدد القيام بتربص مهني في جريدة تونسية ذائعة الصيت منذ ستة أشهر، وأستغلّ الفرصة لأتوجه بتحية من القلب لكافة القائمين عليها، أسرتي الثانية. * حدثنا عن مسيرتك الرياضية؟ أعتبر حديث العهد بهذه الرياضة فقد بدأت ممارسة الكاراتي في السابعة عشرة من عمري ومن حسن حظي أن بدايتي كانت على يدي مدرب قدير لا يسعني إلا أن أنوّه به وأحييه خاصة وأن جل الذين تدربوا على يديه أصبحوا من الأبطال المتوسطين والعرب وهو السيد ناجي سيدهم. وفي البداية لم أكن أتمرّن للمشاركة في البطولة الوطنية. وكانت دراستي لها الصدارة في قائمة اهتماماتي. وبالفعل بعد أن تحصلت على الأستاذية في الصحافة سنة 2001 أصبح عندي الوقت اللازم للإعداد والمشاركة في مثل هذه المحافل الوطنية. والحمد للّه، فقد وفقت في الحصول على كأس تونس للفرق سنة 2002 لأتوج بأول ذهبية مع نادي الخطوط الجوية. وبعدها تتالت النتائج الايجابية ومن أبرزها بطل تونس شتاء/ خريف للموسم الرياضي 2004/2003 بطل تونس للفرق في البطولة الممتازة 2004 وختامها كان مسكا بذهبية كأس تونس وزن (+ 80 كلغ) وأسأل اللّه أن لا يكون هذا التتويج آخر عهدي بالميداليات. * ما الذي أضافته لك رياضة الكاراتي في حياتك اليومية؟ بالنسبة لي الكاراتي تتعدّى حدود الرياضة البدنية فهي رياضة للعقل ويمكن أن نذهب لاعتبارها فلسفة فيها نتخلص من عديد الإعاقات الفكرية كالتردّد والخوف والعجز.. فالكاراتي علمتني كيف أنتصر على نفسي وأعطتني الوسيلة لأحكم ذاتي. فعندما تواجه خصما تعلم أنه قد يؤذيك بلكمة أو ركلة أو ما شابه فقد تحس بالارتباك والوجل وهنا يأتي دور هذه الرياضة الدفاعية التي وإن تمكنت منها تجعلك هادئا في أشدّ المواقف إثارة وتمنحك فرصة كبيرة لردّ الفعل وتجنب أذية الخصم. فالكاراتي علمتني أن أقف أمام العقبات التي تعترضني في حياتي وجها لوجه بكل جرأة وثقة ورجولة. * هل وفقت في المجال المهني والدراسي والرياضي ولمن تدين بهذه النجاحات؟ أحمد اللّه كثيرا على توفيقه لي فقد علمني أن الاجتهاد والعمل والمثابرة من أجل أي هدف نبيل في هذه الحياة لا يمكن أن يذهب سدى وكما يقول المثل التونسي «أزرع تحصد». كما لا يمكن أن أنسى توأم روحي أمي الغالية الحنون فكم سهرت الليالي من أجلي وتقاسمت همومي وشدّت على يدي إليها أهدي هذه الكأس وأسأل اللّه لها بدوام الصحة والعافية.