الأطفال حساسون ويعجزون أحيانا عن التعامل بذكاء مع التغييرات المناخية مما يؤثر سلبا على نشاطهم، وحركيتهم، ويحدث اضطرابا في سلوكهم الغذائي. ويلعب فصل الصيف دورا كبيرا في حياة الأطفال خاصة على المستوى الغذائي والصحي مما يستوجب تدخلا سريعا وفعالا من قبل الأولياءالذين يطالبهم الأطباء، و المختصون بوضع برنامج غذائي صارم، ومدروس لأطفالهم يقيهم شرّ الحرارة، وسيّئات فصل الصيف. فما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها للحد من هذه الآثار؟ وكيف يجب التعامل مع الغذاء عندما ترتفع درجات الحرارة ويقل النشاط البدني؟ **احذروا الجراثيم ويركز الدكتور علي بيبي (اختصاصي أطفال) حديثه عن تغذية الأطفال في الصيف على الرضع باعتبارهم الأكثر عرضة للمفاجآت والاضطرابات حيث يقول: «الأطفال وخاصة الرضع منهم يتعرضون لعديد الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل الاسهال والقيء والام البطن وذلك بسبب ضعف مناعتهم الطبيعية التي لا تزال في طريق النمو لذا من واجب الأولياء مراقبة غذائهم، وابعادهم عن كل ما يدعو إلى الخوف، والريبة، والمشاكل الصحية». ويضيف محدثنا داعيا الى تفادي اعطاء الرضيع ما تبقى من الحليب (بعد مرور فترة من اعداد الرضعة) لأن الحرارة تسبب الجراثيم التي تؤدي بدورها الى الاسهال، والتعفنات، والاضطرابات الهضمية، اضافة الى تجنب استعمال «المصاصة» لأنها تجلب الجراثيم مما قد ينتج عنه تعفن، والتهاب في الأمعاء، وفي السياق ذاته يشير محدثنا الى وجوب تفادي تقديم الباقي من الأكل للأطفال خاصة الرضع منهم وذلك بعد أن مرّ على وجوده في الثلاجة أكثر من 24 ساعة. فالأفضل دائما هو اطعام الأطفال من الأكل في الحين، وعدم اعطائهم الأكل البائت في الثلاجة، ويدعو الدكتور علي بيبي الى وجوب الحذر عند اعداد الرضعات وذلك بغسل اليدين جيدا، وغلي الرضاعات في الماء، وخصوصا في الأشهر الأولى من العمر بهدف الابتعاد عن الجراثيم، والأوساخ التي تتراكم عليها بمرور الوقت. **نصائح ذهبية ويسرد الدكتور علي مجموعة من النصائح والتعليمات الذهبية والتي إذا أخذ بها الأولياء تجنبوا كل ما يعكر صفو حياة أبنائهم ومن أبرز هذه النصائح: الحذر من المواد الغذائية سريعة التعفن مثل الحلويات، والحليب مع وجوب استهلاكها في الحين. وضع الأدوية والمضادات الحيوية خاصة التي يقع خلطها في الماء داخل الثلاجة حتى لا تفقد قيمتها ونجاعتها لأن العكس يؤدي إلى مشاكل واضطرابات صحية عديدة. يستحسن تفادي استهلاك المثلجات من طرف الأطفال الذين يعانون من التهابات مزمنة في الحلق من أجل تفادي الاضطرابات الهضمية ومشاكل الجهاز الهضمي (اسهال، قيء..). تفادي الأكل في الشارع وعلى ضفاف البحر لأن المأكولات التي يقع حملها الى الشاطئ مثلا قد تتعفن قبل أكلها بعد أن مرّت عليها ساعات وهي داخل القفة. أما الأكل في الشارع ولدى محلات بيع «الكسكروتات» فغير منصوح به بسبب ارتفاع درجة الحرارة وإمكانية حدوث تعفنات. نصيحة أخيرة وفي الختام وجب التأكيد على أهمية الاكثار من شرب الماء في الصيف، والتركيز على المأكولات الغنية بالألياف لأنها تمدّ الجسم بما يكفيه من قوة ومناعة وطاقة مع تجنب المأكولات التي لا تضيف الكثير لجسم الطفل مثل المثلجات والحلويات وسائر المأكولات التي انتشرت في مجتمعنا خلال السنوات القليلة الماضية.