أطفال دون سنّ «البلوغ» مجبرون على الصيام مع الكبار بسبب غياب الرعاية والاهتمام. هؤلاء قال عنهم الطاهر الغربي الاخصائي في التغذية بالمعهد الوطني للتغذية إنهم يحتاجون الى وجبات غذائية متوازنة لاستكمال نموهم خاصة وأنهم في طور النمو... «لكن الكثير منهم يتّبع رغما عنه نمط الصائمين في شهر رمضان» على حد قوله. كما تحدّث الاخصائي عن الصلوحية الغذائية لبقايا الأطعمة التي يتم تقديمها صباحا للأطفال... وعن النصيحة الغذائية المطلوبة للأطفال الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل السكري. يحتاج الطفل يوميا الى ما بين 2800 و3000 سعرة حرارية وتعتبر وجبته الغذائية كافية إذا احتوت بصفة متوازنة العناصر الغذائية المنتجة للطاقة. وينصح الاخصائيون بأهمية تقديم وجبة غذائية متكاملة لهؤلاء لتوفير حاجياتهم من كل المجموعات الغذائية (الحبوب ومشتقاتها واللحوم والبيض والحليب ومشتقاته والخضر والغلال والبقول الجافة والماء)... لكن أي نصيب للطفل من هذه الوجبة في شهر الصيام؟ يقول الكثيرون وخاصة الكثيرات إنهنّ يسعين لتطبيق النصيحة الغذائية في أطباق أطفالهن طيلة السنة لكنهن يتعرّضن سهوا في رمضان الىخطإ اطعام الاطفال لوجبة واحدة... تكون في الغالب مائدة الكبار عند الافطار. وتؤكد الكثيرات أيضا ان أطفالهن يصومون مجبرين بسبب سهو الكبار... «لا يمكن لهذا السهو أن يستمر» حسب قول الأخصائي الطاهر الغربي لأن هؤلاء الاطفال في مرحلة نمو ويحتاجون الى الغذاء المتكامل والمتوازن كامل أشهر السنة... لكنهم في شهر الصيام يتعرضون الى خطإ اتباع خطى الكبار. وأكّد الاخصائي في التغذية ل «الشروق» أن الطفل يحتاج الى فطور الصباح كوجبة أساسية رئيسية ويحتاج أيضا الى وجبة الغداء ثم وجبة العشاء (الافطار) موضحا ان التوازن الغذائي يتحقق خلال 24 ساعة فقط ما يعني ضرورة الاستمرارية في تقديم الوجبات اللازمة للاطفال. وينصح بضرورة الحفظ الجيّد للأطعمة المتبقية من موائد الافطار والتي يتمّ تقديمها من الغد كوجبة للاطفال. يقول «لابد من حفظ تلك الاطعمة في أسرع وقت ممكن لتفادي فسادها خاصة وأننا في فصل الصيف ودرجات الحرارة مرتفعةوبالتالي تسهل سرعة فساد الاغذية». كما ينصح بعدم تقديم «البريك البايت» أو المايونيز مثلا للاطفال من الغد... نظرا لتشبّع مثل هذه الأطعمة بالدهنيات وسرعة فسادها بسبب الحرارة. وأشار الاخصائي الى أن لكل طفل خصوصياته في النمو وحاجياته من المجموعات الغذائية لتحقيق التوازن في النمو. وينصح الاخصائي ايضا بأهمية العناية بتغذية الاطفال المصابين بالامراض المزمنة لأن من لا يتبع حميته قد يتعرّض الى تعكرات وأكد على أهمية شرب الكميات اللازمة من الماء باعتباره غذاء ضروريا يحتوي أملاحا يحتاجها الجسم... علىأن تبلغ الكميات المتناولة يوميا على الأقل 1.5 لتر حسب النشاط وارتفاع درجات الحرارة.