ورد علينا من مهرجان المدينة الرد التالي: اطلعت على مقالكم المنشور بجريدة «الشروق» بعنوان «هل تحوّل مهرجان المدينة الى محضنة لتفريخ الكسل والتواكل» وحملتني قراءته على إبداء الملاحظات التالية: كتبتم أن التجربة نضجت وكبرت مع «مختار» تقصدون المختار الرصاع نحن نؤيد كلامكم هذا ونضيف أننا شكرنا الرئيس السابق لجمعية مهرجان المدينة للمجهودات الكبيرة التي بذلها طيلة ما يزيد على العقدين بمساعدة الأستاذ الهادي الموحلي ورجوناه البقاء معنا عندما قدم استقالته من رئاسة الجمعية فلبّى طلبنا مشكورا وهو الآن عضو الهيئة المديرة. يأتي بعد ذلك قولكم ان مهرجان المدينة أصبج «فضاء» لتفريخ المواهب وهذا من الخصال الحميدة التي يود أن يتصف بها كل مهرجان حيث لو لم تجد الأصوات الواعدة أركاح المهرجانات لتبرز طاقاتها فمن يمكنها من الظهور وإطلاع الجمهور والنقاد الحقيقيين على امكاناتهم أما اضافتكم و«الببغاوات» فتظلمون بها المهرجان والمطربين الذين فتح لهم المهرجان أبوابه، إنكم تتجاهلون كل المطربين الذين دأبوا على أداء أغاني كبار الموسيقيين الذين سبقوهم أو عاصروهم ولا تفرقون بين المطرب الذي تتمثل موهبته في حسن الأداء والموسيقى الذي تتمثل مهمته في الابداع، فكم من مطرب اشتهر بحسن أدائه لأغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وغيرهم وهل تعيب على بافاروتي ولا كالاس اقتصارهم على أداء ألحان موزارت بلليني وفاردي؟ أما قولكم ان المهرجان عوّد أسماء كثيرة على التواكل فإجابتي على ذلك ففي الفترة السابقة أي أن من لم يأنس في نفسه القدرة على الابداع فليس مهرجان المدينة هو الذي سيمنحه تلك الموهبة.. ثم تضيفون في تهجمكم ان تلك الأغاني قد اهترأت وأنا لست من رأيكم إذ هي من الأغاني الخالدة التي صرنا نتمنى سماع مثلها عند الموسيقيين المعاصرين وتجاوزتم حدّ ذم برمجتنا الى ذم الجمهور لسماع الأغاني التي برمجت في سهرات مهرجان المدينة، فلا راقت لنا اختياراتنا ولا إعجاب الجمهور بها فانتصبتم الناقد الجهبذ والمنفرد بالذوق السليم أو لعل خصومتكم مع الأستاذ زبير الأصرم هي التي أملت عليكم هذه الأسطر. عبد القادر القليبي (كاهية رئيس جمعية مهرجان المدينة) رد المحرر: من حقكم الاصرار على تشجيع التواكل والتمعش من التراث ومن حقي التنبيه الى خطورة ذلك وسأظل ضد كل جهة تعمل على تفريخ الكسل والتواكل وإلغاء الحاضر. أما عن «خصومتي» مع زبير الأصرم فهي لا توجد إلا في مخيلة السيد عبد القادر القليبي لأني مع احترامي للرجل لم أقابله مرة واحدة في حياتي ولم يكن لي معه أي اتصال بالمرة! وأتحدى من يثبت عكس ذلك! إن معالجة الأمور تكون بمواجهتها لا بالبحث عن مبرّرات واهية واللهاث وراء التفاسير التآمرية وغيرها. وأما ممارسة الوصاية عليّ حول الكتابة فتلك مسألة لا تخص سواي ولا أعتقد أنك أهل لها!