شهر رمضان الكريم، أوشك على نهايته لكن المشاهد التونسي لا زال يبحث عن الابتسامة المفقودة، والحمد & أن أغلب التونسيين سيغادرون منازلهم خلال السهرات المتبقية من شهر رمضان، لاقتناء ملابس عيد الفطر وحلوياته»... قالها كهل كان يحدّث أصدقاءه بأحد المقاهي بضواحي العاصمة. الجدل حول الابتسامة في رمضان في هذه المجموعة من الأصدقاء كان ممتعا، فبمجرد أن أنهى الرجل أو الكهل حديثه حتى تدخل آخر فقال : «الحمد & أن شوفلي حل جاء ولو متأخرا... وبصراحة السنا «حلو» مثلما كان في بداياته..». كل هذا الكلام قيل في لحظات بأحد المقاهي وكلام اخر عن المسلسلات والأعمال الدرامية عموما، ولو دوّناه على صفحات جريدة لن تتسع لحمله، كما لم تتسع عقول وذائقات الجماهير التونسية لتحمل ما شاهدناه ونشاهده من أعمال وأفكار باهتة بتلفزاتنا. سنتحدث عن الابتسامة والتي إحقاقا للحق لم تظهر إلا في «شوفلي حل» الذي عمل هذه المرة بطريقة «قلل ودلل»... فطغى الطابع الهزلي المميز لكاتب السيناريو «حاتم بلحاج» وقد ظهر ذلك من خلال «اللعب على الكلمات» والاشتقاق اللغوي... ولئن تحدث أغلب المختصين عن الفرق بين إخراج كل من صلاح الدين الصيد سابقا وعبد القادر الجربي في هذا الجزء فإن الإخراج وبعض الأخطاء لم تؤثر على جمالية هذه السلسلة لدى المشاهد بقدر تأثير الاشهار الذي اقتحمه في هذا العام وكاد «يقتل» الضحكة والابتسامة التي حلت في هذا الشهر الفضيل مع «شوفلي حل». وما دمنا نتحدث عن هذا «السيتكوم» الرمضاني، فلا يفوتنا التنويه بالمردود المتميز والأداء الرائع للممثل كمال التواتي في دور سليمان الأبيض، وكذلك سفيان الشعري في دور السبوعي اللذين مثلا مركز الأحداث في هذا الجزء، ومنجم الابتسامة ويبدو أن كاتب السيناريو قصد ذلك في كتابته للنص... فأبرز شخصيتي «سليمان الأبيض» و«السبوعي» على بقية الشخصيات فكان اختياره ناجحا، لكن هذا لا ينفي الأداء المقنع لبقية الممثلين وخاصة توفيق البحري في دور الباجي ماتريكس وكوثر بلحاج في دور عزة. اذن «شوفلي حل» ومآخذه كان ميزة النصف الثاني من شهر رمضان وهذا ليس بغريب فهذا «السيتكوم» يسجل نسبة مشاهدة عالية في كل أجزائه الماضية، فما بالك في هذا الجزء الحاضر بين أعمال غابت فيها الابتسامة في رمضان 2009 وبين أعمال قيل إنها كوميدية على غرار «برى هكاكة» و«بريزن بريكة» و«آلو»...