تونس (الشروق): حوار النوري الصّل: حين حاولت الاتصال به غداة الافراج عنه قصد «الظفر» بتصريح صحفي منه أحسست بأنني كمن يطلب «المستحيل» بل هذا بالضبط ما قاله لي البعض فالرجل رفض حتى الاجابة عن أسئلة الصحافيين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بُعيد اطلاق سراحه كما ان شقيقه عدي الزيدي رفض خلال الحديث معه الذي نشر على أعمدة «الشروق» اول امس الافصاح حتى عن مكان تواجده وأكد لي ان ذلك يعود لأسباب أمنية وأنه (منتظر) سيغادر العراق نحو اليونان على الفور لتلقي العلاج من آثار الضرب المبرح الذي تعرّض له في السجن.. لكن بالرغم من كل هذه الظروف لم أرْم المنديل وجددت محاولة الاتصال به حتى في اليونان.. ومن هناك ورغم حالة الإعياء التي بدا عليها.. إعياء السفر.. وإعياء من محنة تسعة أشهر من الاعتقال والتعذيب الوحشي فإن منتظر الذي دخل التاريخ من أبوابه الواسعة بفعل ضربته الشهيرة لبوش بحذائه، خصّ «الشروق» بتصريح صحفي هو الأول من نوعه لوسيلة إعلام عربية وأجنبية منذ الافراج عنه.. بل منذ ضربته تلك.. تحدث فيه بشكل مقتضب عن الأسباب التي دفعته لضرب بوش بحذائه وكذلك عن معاناة التعذيب والاعتقال التي كابدها في سجون حكومة المالكي. وبعد التحية التي خصّ بها «الشروق» على مواقفها الوطنية والعروبية تجاه قضية العراق قال منتظر في ردّه على سؤال حول الدافع الذي جعله يرمي بوش بالحذاء رغم إدراكه لخطورة وعواقب فعلته تلك انه لم يقم بذلك ليدخل التاريخ بل إنه كان يريد من خلال ذلك الثأر للناس الضحايا والأرامل والأيتام والشهداء ولما حدث للعراق من غزو واحتلال وتخريب ودمار.. وأضاف متحدثا ل «الشروق» لم أكن ابحث عن بطولة او أرغب في دخول التاريخ بل تصرفت بدافع الانتقام لما لحق العراقيين من ظلم ولما حدث في «أبوغريب» وما حدث لعبير الجنابي من اغتصاب من قبل جيش الاحتلال وأيضا بدافع الثأر للعدوان على الفلوجة والنجف ومدينة الصدر ولما حدث من مجازر ومن قتل وذبح وتهجير وعنف من قبل الاحتلال في العراق. وتابع: أردت ان أهين من أهان العراقيين.. ومن دمّر العراق وخرّبه وقتل أطفاله وأبناءه الرضّع وداهم الابرياء وقتلهم أمام عوائلهم. وفي ردّه على سؤال «الشروق» حول حقيقة ما تعرّض له أثناء الاعتقال أكد منتظر الزيدي انه تلقى أنواعا كثيرة من التعذيب المبرمج وانه تعرّض الى ضربات عنيفة بالقضبان الحديدية مما أدى الى كسر أضلاعه وفقدانه أحد أسنانه. وأضاف: لقد انهالوا عليّ بالضرب المبرح وأذاقوني شتى صنوف التعذيب كصعقي بالكهرباء وإطفاء أعقاب السجائر في أذنيّ وفي كل أنحاء جسمي من الرأس حتى أخمص القدمين.. كما حرموني من النوم لمدة عدة أيام وعندما كنت أحاول ان أنام كانوا يسكبون عليّ الماء البارد. وتابع: «لقد عذّبوني تعذيبا ممنهجا واقتبسوا أساليب تعذيبي من كتاب عبري حيث عذّبوني على الطريقة التي يقوم فيها الاسرائيليون بتعذيب رجال وقادة المقاومة الفلسطينية»..