أكد الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس رسميا عزم بلاده صرف النظر عن مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية وهي الخطوة التي رحّبت بها موسكو التي كانت تحفظت على الدرع الصاروخية الأمريكية وهدّدت باستهدافها رغم إصرار البيت الأبيض على أن هذه المنظومة موجهة ضد إيران... وقد عززت هذه الخطوة الشكوك حول احتمال وجود صفقة بين موسكو وواشنطن لضرب طهران. وكان الرئيس الأمريكي قد كشف في تصريحات بثتها محطة تلفزيون «سي.آن.آن» الامريكية أن الولاياتالمتحدة تخطط لنظام دفاعي جديد ضد الصواريخ في أوروبا سيكون من شأنه توفير قدرات الردع بشكل أسرع وأكثر فاعلية من المشروع المقترح الذي يعود الى حقبة سلفه جورج بوش عام 2007. «توضيحات»... أمريكية وبحسب الرئيس الأمريكي فإن وقف النظام القديم في مشروع جديد يأتي بعد المعلومات الاستخبارية والتقييمات الجديدة حول قدرات إيران الصاروخية والتهديدات التي تمثلها لأوروبا. واعتبر أوباما أن الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي تمتلكها إيران تمثل الخطر الحالي الأكبر على أوروبا موضحا أن نظام الدرع الجديد سيكون الأفضل للرّد على هذا التهديد... ولم يتطرق أوباما الى تفاصيل النظام لكنه قال ان (الدرع) سيعوّض بنظام يوفّر «حماية أقوى وأذكى وأسرع للقوات الأمريكية وحلفاء الولاياتالمتحدة» في أوروبا في قرار جاء حسب وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بعد مراجعة قدرات إيران. وحسب غيتس فإن الأمر لا يتعلق بإلغاء الدرع الصاروخية عن أوروبا فهناك نظام حماية جديد يشمل في جزئه الأول نشر سفن تحمل صواريخ أرض جو تجوب بحر الشمال والمتوسط وفي جزئه الثاني صواريخ أرض معدّلة لن تجهز قبل 2015 ولم يعرف أين ستنصب. ترحيب روسي وقد رحّب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس بقرار الولاياتالمتحدة التخلي عن مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا واعتبر انه قرار صائب وشجاع. وقال بوتين إن قرار أوباما الأخير الذي يلغي فيه مشروع إقامة نظام دفاعي مضاد للصواريخ في أوروبا يوحي بأفكار إيجابية فيما تحدثت الصحافة الروسية الصادرة أمس عن مرحلة جديدة في العلاقات الروسية الأمريكية. من جانبه طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي باب دي هوب شير موسكو بممارسة حدّ أقصى من الضغط على إيران. وبعد أن تحدث عن «انطلاقة جديدة» في العلاقات بين الحلف وموسكو قال اندرس فوغ راسموس «بشأن إيران انتظر أن تنظم روسيا إلينا لممارسة أقصى حدّ من الضغط السياسي والديبلوماسي لإنهاء الطموحات النووية لهذا البلد».