في ثوان تحوّلت فرحة استقبال عيد الفطر ليلة السبت المنقضي بأغلب أرجاء منطقة «مغراوة» الريفية الواقعة بمعتمدية «منزل جميل» من ولاية بنزرت الى حزن وألم لا يمكن وصفه... إذ نامت العائلات هناك على وقع صدمة الرحيل المفاجئ لطفل في عمر الورود كان يلعب لتوه ويقفز غبطة في انتظار يوم سعيد... وتفيد المعطيات التي أمكننا جمعها أن الطفل: «عربي دريدي» البالغ من العمر احدى عشر سنة كان بصدد اللعب مع أترابه ب «الفوشيك» لما تفطن في الاثناء البعض منهم أن هذا الاخير قد هوى فجأة في بئر مفتوحة تابعة لاحدى العائلات المجاورة. وكانت «الشروق» سباقة لرصد حيثيات هذه الفاجعة المؤسفة والتي تركت أكثر من استفهام يشغل بال أفراد عائلة الفقيد. الصدمة بدل الفرحة... وبانتقالنا على عين المكان وجدنا السيد: محمد دريدي والد الطفل عربي أمام المنزل الذي فتح بابه لتقبل التعازي من الجميع منذ ليلة السبت... هذا وكادت الصدمة أن تفقد المتحدث المقدرة على النطق وأوضح بإيجاز كبير أنه غير مصدق لما حدث منذ ليلة العيد مضيفا أن فلذة كبده كان قد انصرف كالعادة للعب خارج المنزل فور الافطار بقرب احدى فضاءات «البلاي ستايشن»... وهنا توقف «والد عربي» مبرزا بعد أن أطلق تنهيدة أسف وحسرة أنه وبعد فترة قصيرة تناهى الى مسامعه خبر سقوط عربي في بئر يقع بالجوار... الأسباب مجهولة!!! وبالنظر الى هول هذه الحادثة فقد عسر علينا الالتقاء بباقي أفراد هذه العائلة حيث عوضت دموع الحزن والأسى ملامح البهجة والسرور... لكن حدثنا أحد أقارب الراحل أن الاسباب ماتزال مجهولة مضيفا أن البئر التي سقط فيها «عربي» دون غطاء وبقيت لسنوات مصب للفضلات دون التفكير في صيانتها... وبإذن من النيابة العمومية تم وضع الجثة لعرضها على التشريح الطبي لتحديد الاسباب الحقيقية للوفاة كما تعهدت الفرق الجهوية المختصة في البحث عن ملابسات الواقعة التي أفقدت هذه العائلة ومنطقة «مغراوة» بأكملها فرحة مناسبة ينتظرها الصغير قبل الكبير...