الدكتور المرحوم صالح عزيز هو أصيل بلدة سليمان غير أنه لا ينحدر من عائلة أندلسية كما ذهب الى ذلك محمد علي بلحولة ومحمد بوذينة فهذا العالم ينحدر من عائلة صفاقسية سكنت سليمان منذ زمن بعيد إذ ترجم أحمد بن أبي الضياف في اتحافه لجدّه الأعلى وهو أبو العباس أحمد ويدعى أحميدة عزيز اذ يقول في شأنه «أصله من صفاقس قرّبه المشير أحمد باي، أقبل على الفلاحة والتجارة، سكن بلدة سليمان وداره بها معلومة وقد تحصّل صالح عزيز على شهادة البكالوريا سنة 1931 وتابع دراسته في كلية مونبيليي ثم انتقل الى كلية الطب بباريس وبعد تخرجه عمل كطبيب داخلي بمستشفيات فرنسا سنة 1937 وكان يواصل في الوقت ذاته دراسته في الجراحة ويساعد في إجراء العمليات الجراحية حتى تمكّن من إجرائها بمفرده وعند بداية الحرب العالمية الثانية 1939 عاد الى تونس وعمل مساعدا للدكتور الجراح «ديمرلو» ونظرا لمهاراته وذكائه سرعان ما عُيّن طبيبا جرّاحا بعد مناظرة اجتازها بنجاح وبذلك يكون أول جراّح تونسي على الاطلاق يُقدم على إجراء عمليات عويصة في الجراحة الحديثة كما يعتبر أول من اهتم بجراحة سرطان الثدي. وبالإضافة الى تضلّعه في اختصاص يعتبر في ذلك الوقت حكرا على الفرنسيين كان وطنيا صادقا غيورا على بلاده إذ كان يُعالج المقاومين داخل المستشفى الصادقي (عزيزة عثمانة حاليا) وفي مصحته الخاصة الكائنة بنهج جبل العسل بتونس العاصمة. وقد ذكره محمد المزوقي في كتابه «معارك وأبطال» عندما آوى في مصحته المناضل علي الصيد الذي شارك في معارك دوز سنة 1944 لمّا أصيب بجروح وكان محلّ تفتيش من قبل السلطة الاستعمارية للقبض عليه بأي ثمن كما كان صالح عزيز من بين أعضاء «مجلس الأربعين» الذي أمر الباي بتشكيله للنظر في الاصلاحات التي اقترحها المقيم الفرنسي جون دي هوتكلوك، وقد أخذه الموت على حين غفلة وهو يستعد لاجراء عملية جراحية وهو في عزّ البذل والعطاء وعمره 42 سنة. وتكريما لهذا العالم الجليل وتقديرا لجهوده العلمية والنضالية أطلقت الدولة اسمه على معهد السرطان بتونس العاصمة كما أطلق اسمه على احدى المدارس الابتدائية بمدينة سليمان.