تمّ كما هو معلوم تغيير الاطار الفني بإقالة المدرب سمير الجويلي ومساعده رضا ساسي وأبعد بديل هذا الأخير وليد لنصاري بعد أقل من أسبوع من تسلمه لمهامه وجاء البلجيكي هنري ديبيرو معه مساعدان اثنان على غير العادة وهما صابر زهير وزياد التومي. وما يستشف من القرار هو عدم رضا الهيئة المديرة للاتحاد عن النتائج المسجلة خلال الجولات الخمس الأولى، وهي نتائج لا تستجيب لطموحات رئيس الجمعية وأهدافه والتي أعلن عنها خلال الجلسة الاخبارية في جويلية الماضي حيث وعد باللعب من أجل الحصول على لقب البطولة، وإذا بالفريق يمنى بعثرتين بملعبه ويكتفي بالتعادل خارجه. كلمة حق قد يكون للهيئة المديرة وللأحباء الحق في عدم الرضاء عن هذه النتائج خاصة وأنهم يرون أربع نقاط تضيع بكيفية غريبة أمام أعينهم بعد تقدم مريح بهدفين اثنين في لقاءي بنزرتوالقصرين لكن لا بد من الاقرار بأن الثنائي الجويلي، وساسي قام بالواجب حسبما توفر لهما من امكانيات. فالفريق خسر ست ركائز أساسية هم شاكر الهمالي على الجهة اليمنى وبوكنغ وأيمن العياري على الجهة اليسرى ومحمد أمين عمامي ونطوبو بمحور الدفاع وعلي بن عبد القادر بخط الوسط، ولئن تم تعويض هؤلاء اللاعبين من أصحاب الخبرة بلاعبين أجانب وتونسيين لم يبرز منهم الى حدّ الآن الا الغابوني تيري فإن الحقيقة تقول ان المنتدبين الجدد لم يتمكنوا الى حد الآن من تعويض زملائهم المغادرين وخاصة على مستوى الخط الخلفي الذي غادره كل من بوكنغ والعياري ونطوبو والهمالي والذي دخل فيه أحد الباقين وهو عبد القادر خشاش في خلاف مع المسيرين وتغيب خالد هماني في اللقاء الأول بسبب العقوبة قبل أن يصاب ويبتعد عن النشاط على امتداد 3 أسابيع ويعود الى المباريات بعد حصتين تدريبيتين فيفقد جانبا كبيرا من إمكانياته واستعداداته وذهب آخر العنقود بالمحور الطوغولي كوامي الى فرنسا لبضعة أيام في شأن خاص فلم تصله تذكرة الركوب الا قبل يومين من لقاء مستقبل القصرين وتمّ اقحامه بعد بطالة عن التمارين قاربت الشهر. هل يصنع الربيع؟ لا أحد يشك في قيمة المدرب الجديد ولو أننا لم نشك يوما في قيمة سمير الجويلي الذي حرموه من مقومات النجاح ولا أحد يشك في الاضافة المرتقبة للثنائي صابر زهير وزياد التومي كما لا أحد بإمكانه أن يطعن في كفاءة رضا ساسي، لكن هل يستطيع الاطار الفني الجديد أن يصنع ربيع الاتحاد بالامكانيات الموجودة؟ لا بدّ على الهيئة المديرة أن تفكر من الآن في انتدابات خلال ميركاتو الشتاء وخاصة على مستوى الخط الخلفي، فدفاع يقبل 7 أهداف في 5 مباريات من بينها 5 أمام أحبائه لا يمكن الاطمئنان له مطلقا فمهما تحركت الخطوط الأخرى لا يستطيع الفريق أن يؤمن الانتصار بدفاع كالغربال، وقبل ذلك على الاطار الجديد أن يبحث عن الحلول العاجلة. لماذا غابت المساندة؟ ما ميّز الأجواء الجديدة هي المصالحة بين الهيئة المديرة وهيئة الأحباء فالسيد مراد اللطيف رئيس هيئة الأحباء الذي برز في الفترة الماضية بانسحابه المؤقت من الساحة معلنا عزمه عن التخلي نهائيا عن مرماه عاد بقوة ونشط الأجواء وكان وراء انعقاد جلسة جمعت رئيس الجمعية بالأحباء، فماذا كانت تكون النتائج لو حضر هذا الدعم مع الجويلي ورضا ساسي؟ الكرة عند اللاعبين تغيّر الاطار الفني وجاء آخر خبير بأصول اللعبة وله من الخبرة الشيء الكثير ودعم بإطارين من أبناء النادي وتمت المصالحة بين الأحباء والمسيرين والتفّ الجميع حول الفريق. فماذا بقي؟ لم يبق إلا اللاعبون فهم مطالبون بمزيد البذل والعطاء، فما أظهره البعض لا يمكن أن يحقق شيئا من الطموحات بل إذا تواصل قد يخلق نوعا من الأزمات، المسؤولون والأحباء لن يسكتوا أكثر مما سكتوا فقد يطال الحساب أكثر من لاعب إذا لم يعد يرضى بغير الأدوار الأولى. اتفاق جديد في بلاغ صادر عن الهيئة المديرة وفيه جاء قرار الاقالة وتعيين إطار فني جديد وقع الحديث عن الاتفاق الحاصل مع المدرب ويقضي باللعب من أجل المراتب الأولى في البطولة ومواصلة تحقيق النتائج المحققة في الكأس فهل يعني هذا أن الاتحاد لم يعد يطمح إلا في مرتبة متقدمة وتخلى عن المنافسة على اللقب ونحن في الجولة السادسة من مرحلة الذهاب؟