وصف نائب رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائىلي الأسبق رافي ايتان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأنه «مجرم حرب» داعيا حكومة شارون الى اعتقاله وتقديمه للمحاكمة في اسرائىل. وقال ايتان في حديث للاذاعة الاسرائىلية انه تقدّم قبل عدة ايام بشكوى رسمية الى المستشار القضائي للحكومة الاسرائىلية وطالبه بالعمل على تحضير ملف ضد الرئىس عرفات وعرضه على الحكومة الاسرائىلية لمحاكمته. وزعم ايتان ان عرفات من اكثر مجرمي الحرب خطورة في العالم وانه مازال وسيبقى زعيما للارهاب الذي يستهدف قتل اليهود والاسرائىليين على حدّ تعبيره. واضاف ايتان ان جهاز الموساد الاسرائىلي تعقّب على مدار سنوات تحركات الرئيس الفلسطيني في معظم بقاع العالم وجمع خلال هذه الفترة معلومات ثمينة على حد تعبيره تثبت ان عرفات كان مسؤولا مباشرا عن اصدار الاوامر لعناصر من التنظيمات الفلسطينية وخاصة حركة «فتح» لارتكاب عمليات وصفها بالارهابية لقتل اليهود حسب زعمه. وتابع ايتان تحريضه على الرئيس عرفات قائلا ان حكومة شارون ملزمة بوضع حد لعرفات واعتقاله فورا واحضاره الى اسرائىل لتقديمه الى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب زاعما ان النيابة العامة الاسرائىلية ستتمكن استنادا للبيانات والدلائل التي جمعها الموساد وجهاز الامن العام الاسرائىلي (الشاباك) من الاثبات بصورة غير قابلة للتأويل ان عرفات متورط في اعمال ارهاب على حد زعمه. وادعى المسؤول الصهيوني الاسبق انه اذا واصل عرفات شغل منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية فإنه من المستحيل ان يحصل اي تقدّم في العملية السلمية بين الفلسطينيين وان ما وصفه بالاعمال الارهابية ستستمر لان عرفات اختار حسب زعمه الارهاب استراتيجية ولن يتنازل عن ذلك الا بعد ان يحقق حلمه بالقضاء على اسرائىل. وكان ايتان قدّم شكوى مشابهة لتقديم الرئيس عرفات الى المحاكمة بعيد التوقيع على اتفاقيات اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاسرائىلية آنذاك. ووفقا لما نقلته صحيفة «القدس العربي» الصادرة في لندن زعم نائب رئيس الموساد الاسبق انه بعد عدوان 1967 والنكسة التي حلت بالأمة العربية توصل الموساد الى قناعة بأنه آن الاوان لحل القضية الفلسطينية وعليه قررت قيادة الموساد ايصال رسالة الى الرئيس عرفات مفادها ان اسرائىل تريد السلام. وزعم ايتان ان عناصر من الموساد اجتمعت في احدى العواصم الاوروبية بقيادي في حركة «فتح» لإبلاغ عرفات برغبة اسرائىل المزعومة في السلام لكن الرئيس الفلسطيني رفض ذلك. وسوّق ايتان هذا الزعم للدفاع عن نظريته بأن الرئيس عرفات ليس معنيا بتحقيق السلام مع اسرائىل.