الصّادق قسومة - الأطلسية للنشر 2009 يقول الباحث في خواتم التمهيد الذي كتبه للكاتب مبرّرا دوافع اختيار الخوض في هذا الموضوع.. «رأينا أن نضع هذا الكتاب الخاص بالأقصوصة بعد أن نشرنا عملا مماثلا خاصا بالرواية (عنوانه: الرواية مقوماتها ونشأتها تونس 2000) وليس من مقاصدنا فيه فرض منهج خاص في الفهم أو التذوق أو التأويل أو الاستنباط، وإنما غايتنا الاسهام في مجال لم يحظ باهتمام أسلافنا ماضيا ولم تتوفر فيه مراجع عربية كافية حاضرا. إنه توق الى إنارة درب البحث المختص بتوضيح أبرز مقومات هذا الفن الأدبي خصائصه وفنياته..». يتألف الكتاب عموما من تقديم كتبه له فا وق العمراني مدير سلسلة «عيون» الذي صدر ضمنها وتمهيد وضعه له صاحبه ويبرّر فيه اختيار الموضوع ومقدمة وسبعة فصول. تعرض الباحث في المقدمة الي ضروب الدراسات التي تناولت الأقصوصة بالدرس وصفنها في «أعمال أقرب الى الخواطر الشخصية» و«أعمال متسعة المجال» و«أعمال مركزة أساسا على الجانبين الفكري أو الحضاري» وأعمال مربوطة بأحداث سياسية معيّنة، و«أعمال مركزة على ممارسة الكتابة» وأعمال ذات منزع تاريخي وأعمال خاصة بقطر معيّن أو بكاتب بعينيه.. ثم وضح مدار البحث ومجاله ثم أتى على أسباب اختيار مصطلح «أقصوصة» في دراسته وحدّ مجال البحث زمانا ومكانا والأهداف التي يطمح الى تحقيقها من خلال هذا البحث، وتطرق فيها بعد الى «أهمية القصة وتعدد أنواعها، والى القصة في التراث الشعبي». أما الفصل الموالي لهذه المقدمة فقد بحث في «الاختلاف في تعريف الأقصوصة وفي المقاييس المعتمدة. فبحث في أصل اللفظ وفي تعريف الأقصوصة وعدد أبرز مقاييس تحديد الأقصوصة كمقياس الطول ومقياس الحقيقة ومقياس وحدة الفضائين الزماني والمكاني ومقياس وحدة الأحداث والشخصيات ومقياس الاتصال بالحياة اليومية وخاض الباحث بعد ذلك في مفهوم الأقصوصة ومقوماتها وفرق بين الأقصوصة وبعض الأنواع القصصية ثم تعرض الى ما أسماه مرحلة التمهيد التي ميزها مصطفى لطفي المنفلوطي ثم مرحلة الريادة الفنية التي مثلها حسب رأي الباحث محمد تيمور ثم مرحلة التجذر ممثلة لمحمود تيمور. وتطرق الباحث بعد ذلك الى ما أسماه «بداية تطور القصة القصيرة في تونس» متحدثا بالخصوص عن علي الدوعاجي وانتهى الكتاب بملحق أورد في الباحث النصوص التي اعتمدها في الدراسة كنص «عربي تفرنج» لعبد الله النديم ونص اليتيم للمنفلوطي وفي القطار لمحمد تيمور وعمّ متولي لمحمود تيمور وأقصوصة «مجرم رغم أنفه» لعلي الدوعاجي.