حذّر مسؤول أوروبي من أن الصومال سيصبح «أفغانستان جديدة» إذا لم تمنح الدول الغربية حكومة مقديشو الأدوات اللازمة لمنع تنظيم «القاعدة» من إيجاد موطئ قدم له في البلد ومن ثمة في إفريقيا، وذلك في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب أمام تنامي قوّة حركة «طالبان». وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي للتنمية والمعونات الانسانية كاريل دي جوخت بعد اجتماع مع ديبلوماسيين ومسؤولين بالأمم المتحدة «إننا نمرّ بموقف صعب للغاية لكن يجب علينا ألا نترك الصومال للمتطرفين» مضيفا أنه: «يوجد نفوذ ل«القاعدة» في الصومال ينمو سعيا إلى اكتساب موطئ قدم ويجب أن نوقفهم في مكان ما» حسب تعبيره. مخاوف من «القاعدة» وأضاف دي جوخت إذا سمعنا بحدوث ذلك فإن السؤال التالي سيكون ما هو البلد التالي، يجب أن نتحلى بالمرونة وأن نقف موقفا حازما، إنه أمر صعب للغاية ومحفوف بمخاطر كبيرة ولكن ليس لدينا خيار آخر». وتواجه حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد الهشة حملة يشنها مقاتلون معارضون. وقال المسؤول الأوروبي إن «القاعدة» تبحث عن معاقل في دول منهارة وهذا ما حدث في أفغانستان، لقد أبرمت الحكومة هناك صفقة مع حركة «طالبان» ويجب ألا نسمح بحدوث ذلك في الصومال وإلا فسيصبح لدينا أفغانستان جديدة». وأضاف دي جوخت أن قوات حفظ السلام يجب منحها مزيدا من الموارد للتصدي لمن سماهم «المتمردين» ولكن الأهم أنه يجب على الدول الغربية أن تستثمر المزيد من الأموال لمساعدة الحكومة على «الوقوف على قدميها» وتقديم الخدمات العامة الأساسية مثل الصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم. وأشار دي جوخت إلى أن المفوضية الأوروبية قررت استئناف تقديم تمويل يصل إلى 60 مليون أورو لبعثات حفظ السلام ونحن نعمل في بيئة صعبة للغاية لكن الأمن له أهمية قصوى». وقال دي جوخت إن «الحكومة الصومالية تحتاج إلى مزيد من المعونات من المجتمع الدولي حتى يمكنها بسط نفوذها خارج مقديشو. جدل أمريكي وفي الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من توتر الوضع في الصومال بسبب تصاعد قوة تنظيم «القاعدة» يجري جدل داخل الكونغرس الأمريكي بشأن ارسال قوات إضافية إلى أفغانستان للتصدي لحركة «طالبان» و«القاعدة». وقال مسؤولون إن تقييم قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الذي أوصى فيه بإرسال مزيد من القوات إلى هناك لقي تأييدا من كبار قادة الجيش الأمريكي لكن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس لم يقرر الخطوات المقبلة بعد. وتثير سبل التحرك قدما في أفغانستان جدالا حاميا وتسلّط الضوء على ما يعتبره بعض المنتقدين في الكونغرس شقاقا بين كبار القادة العسكريين والمدنيين للبلاد في الوقت الذي انقلب فيه الرأي العام الأمريكي على الحرب في أفغانستان.